الأحد، 8 نوفمبر 2009

مسلمون بالجيش الأمريكي: لن نعتذر عن "عمل فردي"

* * *







لا تعارض بين التدين والخدمة في الجيش
دلشاد علي
واشنطن - "ما فعله الميجور حسن هو عمل فردي ولا يعكس سلوك المسلمين في الجيش.. لا شأن لنا بذلك.. لا يجب علينا الاعتذار عن عمل ارتكبه شخص لا يمثل المسلمين.. ينبغي ألا يَجُب سلوك هذا الضابط كل الإسهامات الطيبة للمسلمين في الجيش".



هكذا يتفق العديد من المسلمين الذين سبقت لهم الخدمة في الجيش الأمريكي أو يخدمون فيه بالفعل على أن الحادث الأخير الذي قام خلاله الميجور نضال مالك حسن بقتل 13 جنديا وإصابة 30 من زملائه في قاعدة فورت هود العسكرية الخميس 5-11-2009 هو عمل فردي لا يعكس سلوكهم، مؤكدين أنهم لا يزالون جزءًا مكملاً للجيش الأمريكي.



روبرت سلام، الضابط السابق في سلاح مشاة البحرية (مارينز) والذي اعتنق الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 قال لـ"إسلام أون لاين.نت": "لا شأن لنا بهذا (...) ما فعله الميجور حسن هو عمل فردي ولا يعكس سلوكنا كمسلمين في الجيش".
طالع أيضا





وأعرب عن خوفه من إمكانية ألا يتم الفصل بين "العمل الإجرامي" للميجور حسن وانتمائه للإسلام، وقال: "عندما يقع حادث مثل هذا، يصعب أن نشرح للناس خارج نطاق الجيش أن سلوك شخص واحد لا يعكس آلاف المسلمين الذين يخدمون البلاد".



بينما أكد المجند المسلم جيمس بوث (26 عاما) والذي اعتنق الإسلام بعد ستة أشهر من التحاقه بالجيش والخدمة في العراق، أنه أصيب بـ"الصدمة والذعر" عندما نما إلى علمه ما وقع في فورت هود.



لكنه ليس خائفا من تداعيات ذلك على زملائه المسلمين في الجيش، وقال لـ"إسلام أون لاين.نت": "إنني واثق من أن إخواني في الجيش سوف يستجيبون بهدوء وعقلانية للتداعيات المحتملة لهذا الحادث المريع". ولفت إلى أن الجيش دائما يبدي احتراما لانتمائه الديني، لكنه أقر بأنه في بادئ الأمر كان قلقا إزاء الإفصاح عن اعتناقه الإسلام.



وقال: "كنت أضطر إلى أن القول بأنني ذاهب إلى غرفة الاستراحة عندما يحين وقت الصلاة تفاديا لأن يتم اكتشافي (...) لكن في النهاية لم أجد بدًا من إبلاغ وحدتي بأنني مسلم، وبخلاف بعض الأسئلة بدافع الفضول في بادئ الأمر كانوا يعاملونني كسائر زملائي".



لا اعتذار



أما جميل مالك -العريف بسلاح مشاة البحرية ويخدم حاليا في معسكر بندلتون في كاليفورنيا- فقد ندد بشدة بالحادث قائلا: ينبغي على المسلمين ألا يقدموا أي اعتذار.



وقال لـ"إسلام أون لاين.نت": "لماذا ينبغي علينا الاعتذار عن شيء ارتكبه شخص لا يمثل المسلمين بشكل أو بآخر؟".



ويرى مسلمون بالجيش أن سجل آلاف الجنود الأمريكيين المسلمين الذين ضحوا بأرواحهم في خدمة بلدهم يعد دليلا كافيا على كونهم جزءًا أساسيا من الجيش.



ويؤكد الضابط السابق "روبرت سلام" أنه لا مشكلة بين الجنود المسلمين وغيرهم، وقال لو كانت هناك مشكلة ما كنا لنرى وجودا للمراكز الإسلامية داخل قواعد الجيش حول البلاد".



وقال: "يمكنك أن تكون متدينا وتخدم بلدك في نفس الوقت، ينبغي ألا تجُب سلوكيات الميجور حسن كل الأعمال الجيدة التي ساهم بها المسلمون في الجيش".



تداعيات سلبية



وقد أثار هجوم تكساس مخاوف من تداعيات سلبية على وضع المسلمين في الجيش الأمريكي، في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات يمينية مما وصفته بـ"العمل الإرهابي" مطالبة بإعادة النظر في وضع من أسمتهم "الطابور الخامس" أو "الخونة" داخل الجيش، في إشارة إلى المسلمين على حد تعبيرها.



وبالرغم من أن الجنرال جورج كيسي رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي، أكد أن الجيش لم يتخذ إجراءات أو تحركات ضد مسلمي الجيش "انتظارا لما تسفر عنه التحقيقات في الحادث"، فإنه لم ينف مخاوفه من انعكاسات سلبية محتملة على وضعهم.



وألمحت وسائل إعلام أمريكية يمينية، إلى وجود "دوافع دينية" وراء قيام نضال مالك حسن بإطلاق النار في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم.



وقالت شبكة فوكس نيوز إن مقابلات أجرتها مع إمام مسجد محلي بمدينة فورت هود بولاية تكساس، وعدد آخر من المصلين، ومن التجمع الإسلامي في المدينة "ترسم صورة لرجل مخلص لدينه ويشعر بالانزعاج لإرساله الوشيك لأفغانستان للمساهمة في مجهود حربي يعارضه استنادا في جانب من الأمر إلى خلفيات دينية على الأقل"، على حد قولها.



وبدوره، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس إلى عدم التسرع في إطلاق الاستنتاجات حول الدوافع وراء حادث إطلاق النار.
وليس واضحا تماما كيف يخدم العديد من المسلمين في القوات المسلحة الأمريكية المكونة من 1.4 مليون فرد، فلا يتم سؤال المجندين عادة عن معتقداتهم الدينية، وحسب ما يقوله البنتاجون فإن هناك 3572 مسلما في الخدمة العاملة بالجيش الأمريكي، لكن بعض المسلمين في الجيش يقولون إن العدد الحقيقي يصل إلى أكثر من 20 ألفا.



وينظر إلى مزيد من الجنود الأمريكيين المسلمين على أرض الواقع في العراق وأفغانستان منذ فترة طويلة على أنهم يمثلون جزءا حيويا في الحملات العسكرية الأمريكية التي تسعى لكسب القلوب والعقول في هذه البلدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق