السبت، 31 أكتوبر 2009

القرضاوي ينتقد حكام العرب ويحملهم مسئولية إنقاذ الأقصى




إسلام تايم – وكالات – 31/ 10/2009


طالب الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بتحرك عربي وإسلامي عاجل لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، ووجه خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس الجمعة 30/10/2009 بجامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة انتقادات لـ"حكام الأمة الذين لا يغضبون" بسبب هذه الاعتداءات .


وقال القرضاوي: "المسجد الأقصى يتعرض لخطر عظيم، واليهود يمكرون به والأمة في غفلة اللاهين وغمرة الساهين ولا تدري ما يكاد لها" ، محذرا من أنه قد يأتي يوم يستولي فيه الإسرائيليون "على المسجد الأقصى ويغلقونه مدة من الزمن ثم يقسمونه بين المسلمين وبين اليهود على غرار ما فعلوه بالحرم الإبراهيمي" في مدينة الخليل المحتلة، مؤكدا أن "كل شيء قابل أن يحدث ما دامت الأمة نائمة ولا تنتبه لما يبيت لها من خطط الأعداء".


وانتقد القرضاوي "حكام الأمة الذين لا يغضبون ولا يثأرون ولا يحتجون بصوت عال، ولا يصرخون احتجاجا على ما يحدث في القدس". وشدد على أن "ما يحدث من اعتداءات إسرائيلية متواصلة على المسجد الأقصى أمر خطير يستحق تحركا عربيا وإسلاميا عاجلا". وطالب بتوعية المسلمين بما يحدث في القدس، معتبرا أن "اليهود يداهنوننا ويروضوننا ويلعبون بنا لقبول واقع تقسيم الأقصى".


وكان القرضاوي قد اعتبر في تصريحات صحفية تزامنت مع الاقتحام الإسرائيلي الأخير للأقصى أن "ما يجري بالقدس من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى المبارك إنما هو ترويض للعرب والمسلمين ليتعودوا على هذه الاقتحامات يوما بعد يوم، والتي تحاول أن تجعل لليهود قدما في الأقصى".


وحمل الحكام المسلمين ملوكا ورؤساء وأمراء مسئولية الدفاع عن المسجد الأقصى، قائلا: "أنادي الأمانة العامة للجامعة العربية والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومن قبلهم الرؤساء والملوك العرب والمسلمين لحماية الأقصى..


لا يجوز أن يظل الحكام العرب والمسلمون صامتين أمام ما يحدث".ومنذ شهر سبتمبر الماضي تنشر جماعات يهودية متطرفة على المواقع الإلكترونية التابعة لها ملصقات تدعو فيها إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى في الأعياد اليهودية، كما نشرت فتاوى تؤكد أهمية المشاركة في هذه الاقتحامات، وذلك بهدف إقامة الشعائر الخاصة ببناء الهيكل الثالث المزعوم .

كيف نصنع فقيهاً ؟ .. القرضاوي يجيب



إسلام تايم- الرسالة - 29/10/2009


أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوى - رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - وجود فروق بين الفقيه المسلم والداعية المسلم ، وكما يقول علماء المنطق هناك عموم وخصوص ، فكل فقيه عالم وليس كل عالم فقيه ، فهناك عالم بالتفسير ، عالم بالحديث ، عالم بالعقيدة ، عالم بالسيرة النبوية ، عالم بالتاريخ الإسلامي ، عالم باللغة والأدب ، لكن الفقيه هو من اشتغل بأحكام الشريعة واستنباط الأحكام الفرعية الجزئية من أدلتها التفصيلية .

وأضاف - خلال الندوة التي عقدت مؤخرا وبثتها قناة الرسالة - أن الفقيه ليس أفضل من عالم العقيدة أو عالم التفسير أو عالم الحديث ، فكل واحد اختص في ناحية ، والمهم أن يعرف كلا منهم حدود اختصاصه فلا يدخل عالم فيما لا يحسنه ، فنحن نرى عالم من علماء التفسير ممن اشتغل بالتفسير طول عمره ولم يشتغل بالفقه ثم أقحم نفسه في الفقه فدخل في متاهات ، وجاء بما لا يعقل ولا يتصوره فقيه ؛ لأنه دخل في غير اختصاصه ، وكذلك من الممكن أن يكون محدثا كبيرا أحاط بكتب الحديث وبعلوم الحديث رواية ودراية ولكنه لم يؤتى ملكة الفقه فهو محدث كبير ولكنه ليس بفقيه كبير .

وتساءل القرضاوي عن الفرق بين الداعية والفقيه ، مجيبا أن الداعية قد يكون فقيها ، وقد يكون الفقيه داعية ، ولكن ليس بالضرورة ، فكم من داعية يحرك القلوب بمواعظه يهز أعواد المنابر ولكنه لا علاقة له بالفقه ، وهو في هذا المضمار أشبه بالعوام ، ومشكلة جماهير الناس أنهم لا يفرقون بين هذه الأصناف من العلماء ، فهو يظن الداعية الكبير فقيها كبيرا ومفتيا كبيرا ، ويستفتيه في أعظم الأمور ، والداعية نفسه قد يلتبس الأمر عليه وبخيل إليه أنه لتأثيره القوى في الجماهير قادر على أن يتصدى للإفتاء أيضا ، وهذا ليس بصحيح فالفقيه شيء والداعية شيء أخر .

وتابع قائلا : كذلك الفقيه شيء والمفكر شيء أخر ، هناك أناس مفكرون فلاسفة إسلاميون لهم رؤيا في القضايا الكبرى مربوطة بعللها موصولة بأصولها وأهدافها وجذورها ، فهو يفكر في أعماق الأشياء ولكنه ليس بفقيه ، ولذلك إذا حكم على الأشياء قد يكون حكمه غير صحيح بالمرة ، ومن المهم أن نعرف المصطلحات وما تدل عليه ، فتحديد المفاهيم من الأشياء الضائعة بين الكثيرين حيث يخلطون بين الأشياء بعضها ببعض .

وأضاف القرضاوي أن الفقيه المسلم هو العالم المسلم الذي تهيأ لدراسة أحكام الشريعة ودراسة أدلة الشريعة ؛ لأن الفقه هو استنباط الأحكام من الأدلة ، ولذلك لابد أن يعرف الأدلة سواء كانت أدلة أصلية أو أدلة تبعية ، والأدلة الأصلية هي القرآن والسنة والإجماع والقياس ، والأدلة التبعية هي المصلحة المرسلة والاستحسان وقول الصحابي ، وشرع من قبلنا ، والأشياء التي اختلف فيها الأصوليون ، ولابد أن يحيط بهذه الأدلة وأن يتهيأ للاستنباط بمؤهلات علمية .

وقال إن العلماء السابقون إذا قالوا كلمة فقيه فعندهم الفقيه هو المجتهد ، لا يقولون كلمة فقيه على العالم المقلد فالأصل في الفقيه أن يكون مجتهدا ، هكذا كانوا يطلقون مسمى فقيه ، وأنا أقول أن الأصل في الفقيه هو من بلغ درجة الاجتهاد سواء كان هذا الاجتهاد يتجزأ أو لا يتجزأ.
وأكد القرضاوي أن الاجتهاد في عصرنا فريضة وضرورة فريضة يوجبها الدين وضرورة يحتمها الواقع ، ولا بد أن يوجد في الأمة مجتهدون ، كليون أو جزئيون ، اجتهادا مطلقا أم اجتهادا مقيدا ، اجتهادا إنشائيا أم اجتهادا انتقائيا وترجيحيا ، ولا بد أن يوجد في الأمة في كل اختصاص من يسد الفراغ ويسد الثغرة ويلبى الحاجة في علوم الدين وعلوم الدنيا. وتساءل كيف نطبق الشرعة الإسلامية إذا لم يكن هناك اجتهاد ، البعض يقول كتبنا بها كل شيء هذا صحيح ، ولكن كتبنا كتبت لزمانها وكتبت لبيئاتها ، ولا يمكن أن نكلف علمائنا أن يعرفوا الغيب ويجتهدوا للغيب ، هم يجتهدون لزمانهم ومكانهم وأحوالهم وأعرافهم.

وعن مؤهلات الفقيه في عصرنا الحالي يقول رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه لكي يخوض الفقيه المسلم معركة قضايا العصر لابد أن نعده إعدادا يمكنه من فهم قضايا العصر إعداد علميا فكريا وثقافيا ، ومؤهلات المجتهد هي مؤهلات علمية وأخلاقية، المؤهلات العلمية هي التمكن من اللغة العربية إلى حد الرسوخ في علوم العربية من نحوها وصرفها وبلاغتها ومفرداتها وتراكيبها ودلالاتها .. الخ ، ومعرفة القران وعلوم القران ومعرفة السنة وعلوم السنة ثم معرفة لأصول الفقه.

ثم أضاف شرطا أخر أشار إليه الإمام أحمد بن حنبل بشأن ما ينبغي أن يكون عليه المفتى وهو معرفة الناس ومعرفة ما يكون عليه الناس ، فلابد من إعداد القفيه المسلم ليعالج قضايا العصر بناءا علي بينة وعلى معرفة.

وأوضح أن قضايا العصر هي القضايا التي يشتغل بها كل عصر تشغل فكره وتشغل حاضرة يتساءل الناس عنه ما الحكم وما الواجب حولها ، فلكل عصر قضاياه الخاصة ، وهناك اختلاف بين عصر وعصر ، والإنسان يتغير فلا عجب أن يكون عصرنا له قضايا ينبغي للعلماء أن ينظروا فيها على ضوء فقه الواقع وفقه المقاصد وفقه الموازنات وفقه المآلات وفقه الأولويات وفقه الضرورة والحاجة ، مطالبا الفقيه المسلم المعاصر ألا يحاول إخضاع الشريعة للواقع ؛ لأن الشريعة هي الأصل ففي إحدى المقالات السابقة قلت لماذا تطالبون الإسلام أن يتطور ولا تطالبون التطور أن يسلم ، فلا بد أن نوازن دائما بين النظر إلى المقاصد والنظر إلى النصوص.

وأوضح أن هناك مرتكزات للفقيه المسلم في قضايا العصر منها أن ينظر إلى فقه الواقع كما قال الإمام ابن القيم " الفقيه هو من يزاوج بين الواجب والواقع فلا يعيش فيما يجب أن يكون فقط ولكن فيما هو كائن " ، وأن الفقيه المعاصر من شأنه أن يتبنى فقه التيسير لا فقه التعسير فهو لا يمكن أن يحل مشكلات الناس ويعالج قضاياهم إذا تبنى التشديد في كل شيء

وفاة العالم المصري الدكتور مصطفى محمود





توفي صباح السبت 31/10/2009 العالم والمفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود مؤسس جمعية محمود الخيرية في المهندسين عن عمر يناهز 88 عاما ، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور. ولد الدكتور مصطفى محمود عام 1921 في شبين الكوم بمحافظة المنوفية ، ودرس الطب وتخرج في عام 1953 ، واشتهر مفكرا وكاتبا وأديبا وطبيبا .
تميز أسلوب مصطفى محمود بالبساطة والرشاقة والقدرة على تقريب الأفكار والنظريات العلمية المعقدة إلى عامة الجمهور ، وخاصة من خلال برنامجه الشهير "العلم والإيمان" الذي قدمه التليفزيون المصري وبثته العديد من القنوات العربية على مدار عدة عقود ، وحظي بنجاح غير مسبوق.
إن لله وإن إليه راجعون

المصدر

http://www.islamtime.net/


معجزة نبوية جديدة: السماء تمطر ليل نهار





في عصر الاستهزاء بالنبي الأعظم لابد أن ننصر هذا النبي الرحيم بأن نتأمل المعجزات العلمية التي جاء بها لتكون في هذا العصر دليلاً على صدق هذه الرسالة وأن محمداً رسول الله.....



ما أكثر الأحاديث التي نطق بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتكون معجزات تشهد على نبوَّته في هذا العصر. ومن هذه الأحاديث حديث عجيب لا يمكن لأحد أن يتنبأ به لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى، ولكن قبل عرض هذا الحديث لنقف على بعض الحقائق العلمية.



كيف كان الناس ينظرون إلى ظاهرة نزول المطر



في القرن السابع الميلادي كان المنجمون هم وكالات الأرصاد الموثوقة بالنسبة لمعظم الناس، وقد كانوا يظنون أن المطر ينزل بسبب وجود النجوم في وضعية محددة فيما يسمونه بالأبراج.




وبعضهم كان ينظر للمطر على أنه رزق تتفضل به الآلهة على الناس! وعندما جاء الحبيب الأعظم ألغى هذه المعتقدات وأسس في عقول الناس التفكير العلمي، وأخبرهم بأن المطر والبرق والرعد والشمس والقمر والكسوف وغيرها ما هي إلا آيات كونية تسير بأمر خالقها عز وجل.



في الحضارة الإغريقية كان الناس يعتقدون أن المطر هو غضب الآلهة! وأن الآلهة عندما تغضب أو تنزعج منهم ترسل عليهم المطر!! وهكذا كانت الأساطير تنتشر في كل أنحاء أوربا.




كيف ينظر العلماء اليوم إلى المطر



يؤكد جميع علماء الدنيا أن ظاهرة المطر منظمة ومعقدة وإن تشكل حبة المطر يعتمد على قوانين فيزيائية محكمة. ولكن الشيء الجديد الذي كشفته الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية للأرض، أن المطر ينزل بشكل دائم في مناطق متفرقة من الكرة الأرضية.



فعندما نتأمل الكرة الأرضية من جوانبها نلاحظ أنها مغطاة بالغيوم في معظم أجزائها، ويقول العلماء في كل ثانية هناك مئة ومضة برق تحدث في العالم، والبرق مرتبط بنزول المطر غالباً، ولذلك فإن الحقيقة العلمية الثابتة أن المطر ينزل باستمرار في أمكنة مختلفة من الأرض.


هذه صورة الأرض كما نراها من الخارج، نلاحظ بأن الغيوم تغطي أجزاء كبيرة من الغلاف الجوي، ويؤكد العلماء أن السماء تمطر في كل لحظة ليلاً ونهاراً، فلا يتوقف المطر أبداً خلال السنة، ولكن هذه الأمطار تنزل في مناطق متفرقة وتتوزع بنظام يشهد على عظمة وإبداع الخالق عز وجل.


فأجزاء الكرة الأرضية تتبادل الفصول الأربعة، فعندما يكون النصف الشمالي من الأرض في فصل الصيف، يكون النصف الجنوبي يمر في شتاء وأمطار، والعكس صحيح، أي أنه لا توجد ساعة من الليل أو النهار إلا والسماء تمطر، وتذهب معظم الأمطار في البحار، هذه حقيقة علمية.



ماذا يقول النبي عن ظاهرة المطر



كلما أبحرتُ في أقوال الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام وجدتُ معجزات لا تنقضي وعجائب لا تنتهي، قال عليه الصلاة والسلام: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء) [رواه الحاكم]. إن هذا الحديث يؤكد على حقيقة علمية وهي أن المطر ينزل بشكل دائم طيلة الليل والنهار، وهذا ما نراه يقيناً اليوم بالأقمار الاصطناعية.



ماذا يقول المفسرون عن هذه الظاهرة



يقول تبارك وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الفرقان: 48-50].



جاء في تفسير البغوي: قوله عز وجل: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ) يعني: المطر، مرة ببلدة ومرة ببلد آخر. قال ابن عباس: (ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه في الأرض) وقرأ هذه الآية. وهذا كما روي مرفوعًا: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء) [رواه الحاكم].



وذكر ابن إسحاق وابن جريج ومقاتل وبلغوا به وابن مسعود يرفعه قال: (ليس من سنة بأمطر من أخرى، ولكن الله قسم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا، في هذا القطر ينزل منه كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم، فإذا عصوا جميعًا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار) [رواه الحاكم].


كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش في بيئة صحراوية، ولم يكن لديه أقمار اصطناعية ولا نشرات أرصاد جوية ولا أجهزة تصوير، ولم يكن هناك أي وسيلة للتنبؤ بأن الأمطار مستمرة ليلاً نهاراً، فلو كان يتكلم من تلقاء نفسه لأقرَّ قومه على معتقداتهم ليحظى بتأييدهم، ولكنه لم يأت بكلمة واحدة من عنده، ولذلك نتساءل: من الذي أخبره بحقيقة علمية لم تنكشف إلا بعد مئات السنين، وما الذي يدعوه للحديث عن مثل هذه الحقيقة؟ ألا ترون معي بأن النبي قد أخبر بهذه الحقيقة لتكون ردّاً بليغاً على الذين يستهزئون بخير إنسان عرفته البشرية؟




وجه الإعجاز



1- تناول الحديث الشريف حقيقة علمية لم تكن معروفة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا يثبت صدق النبي الأعظم وأنه لا ينطق عن الهوى. فقد أوجز في كلمات قليلة وبليغة حقيقة علمية كبيرة عندما قال: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء)، تأملوا معي كيف يفهم هذا الخطاب كل الناس من الأعرابي البسيط إلى العالم المتخصص!



2- تحدث النبي عن مسألة مهمة وهي حقيقة تصريف ماء المطر بقوله: (يصرفه الله حيث يشاء) والعجيب أن هناك مراجع علمية عن أنظمة تصريف الماء على الأرض من خلال ما يسمى بدورة الماء. ويؤكد العلماء أن هناك معدلات شبه ثابتة سنوياً لهطول كميات المطر، ولتوزع هذا الماء على الأرض على شكل أنهار ومياه جوفية وبحيرات مالحة وعذبة وغير ذلك.



3- العجيب أن أحداً لم ينكر على النبي قوله هذا، على الرغم من وجود المعارضين له بكثرة في حياته وبعد موته! لأنهم ببساطة وهم يعيشون في صحراء ربما لا تمطر السماء لسنوات، يمكن أن يقولوا له: كيف ذلك ونحن لا نرى المطر إلا قليلاً! وهذا من الإعجاز أيضاً.



4- من إعجاز هذا الحديث أن الله حفظه لنا طوال 1400 سنة من التحريف، وعلى الرغم من أنه يخالف الحقائق السائدة لمئات السنين إلا أن المسلمين حافظوا على هذا الحديث وصدقوا نبيهم، وهذا يثبت أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول من عند الله.



5- سؤال لا نجد له تفسيراً عند أي ملحد ممن ينكرون نبوة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم: ما الذي يدعو النبي إلى الحديث في حقيقة علمية لم تكن معروفة ولن تقدم له شيئاً!! بل إنكم أيها الملحدون تقولون إن النبي كان يريد الشهرة ولذلك ألَّف القرآن، ونقول: لماذا ذكر هذا النبي الرحيم الكثير من الحقائق العلمية ولم يذكر أشياء تخصه مثلاً لو كان يريد المجد والسلطة!!
نسألك يا الله أن تهدينا لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.



ــــــــــــــ



بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/
1- Water Cycle, USGS.
2- http://www.nasa.gov/
3- Water resources, http://en.wikipedia.org/wiki/Water_resources
4- Martin A Uman, All About Lightning, Courier Dover Publications, 1987.
5- http://ga.water.usgs.gov/edu/watercycle.html
6- An Introduction to Weather, National Geographic, 1971.
7- Blueford, J.R., and others. Water Cycle: The Earth's Gift, Math Science Nucleus, 1992.
8- Rain, Wikipedia.

الخميس، 29 أكتوبر 2009

قرأت لك : المنشورات وما تضمنت من أوهام

* * *
من كتاب / قذائف الحق
للعلامة الشيخ / محمد الغزالي رحمه الله

اقرأ معى هذه السطور الصادرة عن كنيسة “ مار مرقص “ بمصر الجديدة، يقول الكاتب : “ ربما لم أقابلك شخصياً لكن هناك شيئاً يجب أن أقوله لك، إنه أمر فى غاية الأهمية حتى أننى سأكون مقصراً إن لم أخبرك به “ .
حسناً، هات ما عندك، ولا تكن من المقصرين !! يقول الكاتب : “ دعنى أخبرك بإخلاص أنها رسالة شخصية لك، لا يمكنك أن تهرب منها، وهذه هى الرسالة من إنجيل يوحنا (3: 16) : “ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل “ ابنه “ الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية “ .
هذا هو الخبر الخطير ! تمخض الجبل فولد فأراً !! لماذا يقتل الله ابنه الوحيد البرىء من أجل ذنوب الآخرين ؟ وإذا كان الإله رب أسرة كبيرة فلم يقتل أبناءه كلهم أو جلهم من غير جريرة ؟ أليس الأعقل والأعدل أن يقول هذا الإله للمذنبين: تطهروا من أخطائكم وتوبوا إلىّ أقبلكم ؟! ولا قتل هناك ولا لف ولا دوران ؟ هكذا فعل الإسلام وأرسى قواعد العلاقة الصحيحة بين الله وعباده “ ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً “ (النساء: 110) أما قصة أن لله ولداً وحيداً أو غير وحيد فكذب صارخ .
إن الولادة شىء يتوقع بين بعض الأحياء، ولا مكان لهذه المفاهيم عند تصور الألوهية “ وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك فى الملك، ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيراً “ (الإسراء: 111) “ يا ربى لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك “ .
وهاك سطوراً من نشرة أخرى تحت عنوان “ حقائق مخفية “ بدأها كاتبها قائلاً : “ حقائق أنت أحوج إلى إدراكها من الهواء الذى تتنفسه “ !! شىء مدهش، ما هذه الحقائق التى نفتقر إليها على هذا النحو ولم نشعر بفقدانها من زمن بعيد ؟ يقول الكاتب : “ تعال إلى الرب يسوع الآن كما أنت، لا تسع فى إصلاح نفسك (!) لأنه هو يستطيع أن يخلق منك شخصاً جديداً طاهراً “ ولكن لماذا لا أسعى فى تزكية نفسى ورفع مستواى المادى والمعنوى ؟ يقول كاتب النشرة : “ احذر أن يكون مثلك مثل المتسول مع الرسام .. “ ذلك أن رساماً أراد أن يرسم رجلاً فى منتهى الذل والمسكنة، فرأى متسولاً يتعثر فى أسمال بالية، فطلب منه أن يحضر فى ميعاد عينه له، على أن يعطيه أجراً .. لكن ذلك المتسول خجل من أسماله البالية فاستعار لباساً يدفع به عن نفسه الخجل، ثم أتى إلى الرسام فى الميعاد، فلما نظر إليه الرسام قال : إنى لا أعرفك . فأجاب الرجل: ألا تذكر شحاذاً فقيراً اتفقت معه على أن يجيئك فى هذا الميعاد .
قال: إنى لا أذكر إلا رجلاً فى أسمال بالية أما أنت فلا أذكرك .. “ إن الرب ـ يعنى يسوعاً ـ يطلبك فى حالتك السيئة، وما عليك إلا أن تعترف بكل الشرور التى أنت مستعبد لها، وتقبله مخلصاً شخصياً لك، إذا فعلت ذلك فإن حمل خطاياك ينطرح عن ظهرك “ .
ونحن المسلمون نقرأ هذا الكلام ونستغرب أن ننقل صفات الله إلى شخص آخر .. إننا مكلفون ـ كسائر البشر ـ بتزكية أنفسنا وصقلها وتربيتها “ ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها “ .
فإذا أخطأ أحدنا، ذهب إلى ربه يستغفره ويستهديه ويستعينه على العودة إلى الصواب “ وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله “ (الشورى: 25، 26) ما دخل آدم أو عيسى أو محمد فى ذلك، إنهم كلهم بشر يحتاجون إلى المغفرة، ويطلبون من ربهم النجدة . ولكى يحس القارئ بما حوت هذه النشرة من خلط ننقل هذه العبارة من كلامه: “ هب أنه طلب منك أن تشترك فى جريمة صلب ربك، وأن تقل مع من هزءوا به، أكنت ترضى ؟ يقيناً لا .. ولكنك ما دمت لم تختبر قوة صلب المسيح فى خلاص نفسك من الخطيئة، فإنك بخطاياك تشترك فى جريمة صلب ربك “ ! هذا الهراء هو الذى نحتاج إليه كما نحتاج إلى الهواء الذى نتنفسه .. عبيد يستطيعون صلب ربهم، ومع ذلك يطلبون منه المغفرة والرضا .. هلا طلبوا ذلك من الله الذى طلب منه المسيح نفسه النجاة، وعاتبه أن تركه للأعداء كما يقولون !! وهاك نشرة أخرى تحت عنوان “ متجدد أم متدين “ ؟ بدأت بهذه الكلمات: “ الوردة الطبيعية جميلة الشكل زكية الرائحة، فيها حياة . والوردة الصناعية جميلة الشكل عديمة الرائحة ليس فيها حياة .
إن الوردة الطبيعية تمثل المتجدد، أما الوردة الصناعية فتشبه أولئك الذين قال عنهم بولس: “ لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها “ .
ولا أفهم بالضبط ما يعنى بولس، أيقصد المرائين ؟ ربما .. المهم أن كاتب النشرة يختمها بهذه العبارات “ دعنى أسألك أيها العزيز: هل أنت متجدد أم متدين . إذا كنت قد حصلت على الولادة من فوق فطوبى لك، أثبت إذن فى المسيح .. أما إذا كنت متديناً فأسرع بتسليم حياتك الآن للمسيح .. فتنال الحياة الجديدة التى حصلت عليها المرأة الخاطئة حين غسلت قدمى الرب يسوع بدموعها ومسحتها بشعر رأسها، والتى قال لها الرب: مغفورة لك خطاياك، إيمانك قد خلصك “ .
هذه النشرة من مثيلاتها مصرة على تسمية المسيح الرب، ووصفه بأنه الغفار . ونحن نقبل المسيح مبلغاً عن الله كإخوانه الأنبياء لا يزيد ولا ينقص ونقتدى به وبهم جميعاً فى التقرب إلى الله بالعمل الصالح . والتدين يهب لنا حياة عقلية ووجدانية راقية، أما التجديد الذى تتحدث عنه النشرة فضرب من الهوس يستهوى الصبية، ومن يحسبون الدين أوهاماً وتهاويل “ وجعلوا له من عباده جزءاً، إن الإنسان لكفور مبين “ [الزخرف: 15] التجديد ليس أن تعجن الخالق والمخلوق فى أقنوم مائع، ثم تلف حوله حارقاً البخور، نافخاً فى المزمور، كلا، إن التجديد أولاً وآخراً عقل يرفض الخرافة، وقلب يتعشق الكمال ويتطلبه .. وهذا منشور آخر من “ لبنان “ يدور كذلك حول يسوع المصلوب غفار الذنوب يقول كاتبه : “ أيها الأخ العزيز خطاياك موضوعة على يسوع لتنال سلاماً مع الله وتشفى نفسك من جروحها .
إن تقدمت إلى المصلوب المحبوب وسلمته خطاياك تختبر أن دمه يطهرك من كل إثم حتى ولو كنت قاتلاً أو متعصباً أو حالفاً بالله كذباً، ومهما كانت خطاياك كبيرة أو صغيرة فإن المسيح هو يغفرها جميعاً “ !!! ويجاوبه منشور آخر من القاهرة يرد فيه هذا التساؤل : “ لكنك تقول توجد آراء كثيرة فكيف أعرف من هو على حق ؟ .. “ كل من يرشدك إلى المسيح قارب النجاة فهو على حق، وكل من يبقيك فى السفينة العتيقة ـ المشرفة على الغرق ـ يخدعك ويضلك، هل أنت مجتهد بشتى الوسائل فى إصلاح السفينة العتيقة، أى طبيعتك البشرية الساقطة ؟ اعلم أنك إذن إذا استمررت على هذه الحال فلا بد أن تغطس إن عاجلاً وإن آجلاً .. “ .
أى أن كل تهذيب وتأديب منتهيان بصاحبهما حتماً إلى الغرق، ما لم يعتقد أن المسيح صلب من أجله، وأنه هو وحده فداء خطاياه .. !!!مهما أتيت ربك بقلب سليم بل لو أتيته بضمير فى طهر السحاب وضياء الشروق فلا وزن لهذا كله، ما لم تؤمن أن عيسى قتل من أجل أن يفتدى خطاياك، ويخلصك من ذنوبك ؟!! هذه هى خلاصة المنشورات التى حررها بنفسه أو أشرف على تحريرها صاحب الفم الذهبى رئيس إخواننا الأقباط، وعمل على توزيعها فى أوسع نطاق .. “ وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شىء، إنهم لكاذبون، وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون “ (العنكبوت: 12، 13)

قرأت لك : حول صلب عيسى

* * *

من كتاب / قذائف الحق
للعلامة الشيخ / محمد الغزالي رحمه الله


لا أعرف قضية طال فيها اللجاج دون سبب يعقل مثل قضية الصلب والفداء، ولعلها أصدق شاهد يساق لقوله تعالى : “ وكان الإنسان أكثر شىء جدلاً “ . ولا أزال أذكر حكاية القسيس الألمانى الذى زارنى يوماً فى مكتبى، وشاء له سوء حظه أن يحدثنى فيها، فقلت له ضاحكاً : أترى هذا الثوب الأبيض الذى ألبسه ؟ أرأيت إذا وقعت عليه نقطة حبر أتزول إذا غسلت أنت ثوبك ؟ قال : لا . قلت : فلم يزول خطئى إذا اعتذر عنه آخر ؟ عندما ألوث نفسى بخطأ دق أو جل، فأنا المسئول عنه، أغسل أنا نفسى منه، أشعر أنا بالندم عليه، أقوم أنا من عثرتى إذا وقعت، ثم أعود أنا إلى الله لأعترف له بسوء تصرفى وأطلب أنا منه الصفح .
أما أن العالم يخطئ فيقتل الله ابنه كفارة للخطأ الواقع فهذا ما يضرب الإنسان كفاً بكف لتصوره !! هذا أول الأسطورة، أما آخرها فلا بد أن نعرف : من القاتل ومن القتيل ؟؟ إن المسيحيين يقولون : إن الله “ الابن “ صلب ، لكنهم يقولون كذلك : إن الآب هو الابن ، هما ـ والروح القدس ـ جميعاً شىء واحد . إن كان الأمر كذلك فالقاتل هو القتيل !! وذاك سر ما قاله أحد الفرنجة المفكرين : “ خلاصة المسيحية أن الله قتل الله لإرضاء الله !! “ ولمن شاء أن يقنع نفسه بهذه النقائض ، وأن يفنى عمره فى خدمتها ، أما أن يجىء إلينا نحن المسلمين ليلوينا بالختل أو بالعنف عن عقيدتنا الواضحة ويحاول الطعن فيها فهذه هى السماجة القصوى . وبين يدى الآن نحو عشر نشرات وزعت خارج الكنائس للدعوة إلى أسطورة الفداء، قرأتها كلها وشعرت بالرثاء لكاتبيها . وكما يحاول قروى ساذج إقناع العلماء أن القنبلة الذرية مصنوعة من كيزان الذرة يحاول هؤلاء “ المبشرون “ العميان إقناعنا بأنهم على حق .

قرأت لك: تحرك ضد عقيدة التوحيد يتعرض له أبناؤنا

* * *
الباب الثانى :
من كتاب / قذائف الحق
للعلامة الشيخ / محمد الغزالي رحمه الله

لا يستطيع عاقل أن يقول: إن يوم النصرانية فى أوربا وأمريكا طيب، فالإلحاد شائع، والزنا والربا أشيع، والركض فى أودية الحياة ابتغاء المتاع العاجل هو السمة الظاهرة، وبدع الشباب المادية والأدبية لا حصر لها . ولولا الحياء لغلقت تسعة أعشار الكنائس أبوابها ..

من الفراغ . أما فى ربوع العالم الإسلامى كله، والأقطار العربية خاصة، فالحال على العكس : النصرانية تنتعش والكنائس تكثر، وطوائف الشباب والشيوخ تتلاقى عليها، والأموال الدافقة تجىء من منابع شتى لتدعم الطوائف المسيحية وترجح كفتها فى ميادين العلم والإنتاج .


وأوربا وأمريكا من وراء هذا العون الواسع تخدمان به آمالها العريضة فى القضاء على الإسلام، وإعادته إلى الصحراء من حيث جاء ! ومن يدرى ؟ ربما قضيا عليه فى الصحراء نفسها، كذلك يؤملون ! ولذلك يفعلون !! ومن ربع قرن وأنا ألاحق الهجوم الثقافى والسياسى على أمتنا وديننا .. والطلائع المؤمنة فى كل مكان تشتبك معه وتحاول صده .


غير أن النتائج إلى الآن لا تسر، لقد سقطت جماهير كبيرة من الدهماء، وأعداد وفيرة من المتعلمين فى براثن هذا الغزو المزدوج، وتاحت الفرص أمام الطوائف غير المسلمة، فأطلت برأسها تريد أن تشارك فى الإجهاز على الفريسة. وفى مصر رأيت عملاً مريباً منظماً يكاد يعالن بأنه يريد وضع الطابع النصرانى على التراب الوطنى فى هذا الوادى المحروب . ولا ريب فى أن قوى خارجية تكمن وراء هذا النشاط وتغذيه ..


وفى هذه الصحائف نريد أن نواجه حرب المنشورات التى شنت بغتة على الشباب المسلم، مكتفين بدحض الشبهات، ورد المفتريات، عالمين أن هناك نصارى كثيرين يريدون العيش مع إخوانهم المسلمين فى سلام وتراحم، وأن محاولة البعض طعن الإسلام من الخلف هى تصرفات فردية يحمل وزرها أصحابها وحدهم .

ونحب قبل أن نبدأ النقاش فى هذه القضية الأساسية أن نسجل مسلكاً إسلامياً مقرراً : إن اختلاف الأديان لا يستلزم أبداً إيغار الصدور وتنافر الود، وأنه فى ظل مشاعر البر وقوانين العدالة يمكن لأتباع عقيدتين مختلفتين أن يعيشوا فى وئام وتراحم !! والانسجام المنشود بين أولئك الأتباع لا يعنى بداهة أن الفروق بين عقائدهم تلاشت ..


وقد كان العرب الأولون يؤمنون بالله الواحد “ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن: الله .. “ (العنكبوت: 61) “ ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن: الله “ (العنكبوت: 63) ولكنهم مع هذا الاعتراف بالله الواحد نسبوا إليه ولداً يقصدون إليه ويتشفعون به ! فرفض القرآن هذا النسب المختلق، وعد ذلك شركاً، وأنكره ـ فى سورة مريم ـ أشد الإنكار “ وقالوا اتخذ الرحمن ولداً .. لقد جئتم شيئاً إداً . تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، أن دعوا للرحمن ولداً . وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولداً . إن كل من فى السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً .. “ (مريم: 88 ـ 93) ومع هذا النكر الشديد لعقيدة التعدد فى الآلهة، فقد أمر الله صاحب الرسالة أن يقول للمشركين “ لكم دينكم ولى دين “ (الكافرون: 6) إذن نستطيع أن نوجد تلاقياً ما بين أصحاب الأديان المختلفة، أما تذويب الفوارق بين التوحيد والتعدد كليهما، فذاك مستحيل ..


كتب بعض الناس كلاماً يريد عقد لقاء بين عقيدة التوحيد الإسلامية وعقيدة التثليث المسيحية، فنفى أن يكون الله ثالث ثلاثة ـ كما ذكر القرآن الكريم ـ وقال إن الله الواحد هو جملة الأقانيم الثلاثة . ولما كان كل أقنوم ـ على حدة ـ يسمى إلهاً، فإن الكاتب أراد أن يوضح هذا الغموض، ولا نقول يكشف هذا التناقض !! فقال ـ والكلام منقول عن مجلة توزع على طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة ـ نثبته هنا بنصه: “ إذن كيف نوفق بين هذا وذاك ؟ بين ثلاثة ثم واحد ؟ ..

“ إن هذا هو بيت القصيد وفحوى الحديث ! وسوف أذكر مثالاً .. ماذا تعرف عن الشمس، الشمس الواحدة ؟ أعرف أنها قرص، وحرارة، وأشعة .. وأى شىء من هذه الثلاثة هو الشمس ؟ هل القرص، أم الحرارة، أو الأشعة ثلاثتهم يكونون الشمس ! إذن الشمس واحدة، وهكذا الله سبحانه واحد، مع فارق التشبيه العظيم من حيث المكانة .. “ .

ونقف قليلاً لنذكر رأينا فى هذا الكلام، إن الكائن الواحد قد تكون له عدة صفات، قد يكون طويل القامة أسمر اللون ذكى العقل ..

ويمكن أن تنسب إليك صفات أخرى، فهل قلة الصفات أو كثرة الصفات تعنى تعدداً فى الذات ؟ وهل يجوز أن يطلق شخصك نفسه على صفة الطول أو السمرة أو الذكاء ؟ وهل يتصور أن تنفصل إحدى الصفات المذكورة ليطلق عليها الرصاص، أو تتدلى من حبل المشنقة أو تسمر على خشبة الصليب ؟ إن الشمس واحدة، ولكن استدارتها وحرارتها وإضاءتها وكثافتها ..

إلخ صفات لها، أعراض لذاتها، والصفة لا تسمى ابناً ولا خالاً ولا عماً، ونحن نثبت للإله الواحد عشرات الأوصاف الجليلة، بيد أن إثبات الأوصاف شىء بعيد كل البعد عن القول بأن الأب هو الابن وهو الصديق، وأن خالق الكون هو هو الذى صلب على خشبة فى أرضه .

إن التمثيل بالشمس وأوصافها الكثيرة لا يخدم قضية التثليث ولا التربيع فى ذات الله .. والأمر لا يعدو لوناً من اللعب الألفاظ .

إن الله ـ خالق هذا العالم ـ واحد، وما عداه عين له أوجده من الصفر، ولن تنفك صفة العبودية عن أى موجود آخر، سواء كان “ عيسى “ أو “ موسى “ أو “ محمد “ أو غيرهم من أهل الأرض والسماء . ونريد أن نسأل هذا: إذا كانت الشمس هى القرص والحرارة والأشعة فهل يمكن القول بأن الحرارة مثلاً ثلث الشمس ؟ لا يقول هذا عاقل، لأن الصفة لا تكون قسيماً للذات بتاتاً، هل يمكن القول بأن القرص شكا للأشعة ما نزل به من بلاء مثلاً ! ذاك ما لا يتصوره ذو لب .. !! إن هذا الكلام ـ كما قلت ـ لون من اللعب بالألفاظ، ولا يصور العلاقة بين أفراد الأقانيم الثلاثة كما رسمتها الأناجيل المقدسة .. وذكرت المجلة التى توزع على الطلاب “ بكلية الهندسة “ دليلاً آخر على أن التثليث هو التوحيد . قال الكاتب: “ أقول لك أيضاً عن إنسان اسمه إبراهيم ـ إبراهيم هذا فى بيته ووسط أولاده يدعى رباً لأسرته وينادونه “ يا أبانا يا إبراهيم “، هذا ذهب يوماً إلى البحر، فإذا الجموع محتشدة وإنسان يغرق وليس من ينقذه، فما كان منه إلا أن خلع ملابسه، وارتدى لباس البحر وأسرع وأنقذ الغريق، فهتف المتجمهرون: ليحيا المنقذ إبراهيم .. “ ذهب بعد ذلك إلى عمله، وإذ كان يعمل بالتدريس ويشرح للتلاميذ وصاروا ينادونه : المعلم إبراهيم . فأيهم إبراهيم: الأب أم المنقذ أم المعلم ؟ ..

“ كلهم إبراهيم وإن اختلفت الألقاب مع الوظائف، وهكذا أيضاً الله خلق فهو الأب الله، الله أنقذ فهو الابن، الله يعلم فهو الروح “ !! نقول: هذا الكلام أوغل من سابقه فى خداع النظر، فإن الضابط قد يرتدى فى الجيش ملابسه العسكرية، وقد يرتدى فى عطلته الملابس المدنية، وقد يرتدى فى بيته ملابس النوم .


ولم يقل مجنون ولا عاقل أن هؤلاء ثلاثة، وأنهم واحد، ولا يتصور أحد أن الضابط بزيه العسكرى يصدر حكماً بالإعدام على الضابط نفسه بزيه المدنى، وأن هذا المدنى يقول للعسكرى: لماذا قتلتنى أو لماذا تركتنى .


إن المعلم إبراهيم أو المنقذ إبراهيم أو الخالق إبراهيم يستحيل أن يكونوا ثلاثة أقانيم على النحو المألوف فى المسيحية، وإنما المعقول أن يقال: الله الواحد يوصف بالقدرة والعلم والرحمة والحكمة مثلاً، وهذا يذكره الإسلام فالله ذات واحدة، لا تقبل التعدد بتة، والروح القدس وهو جبريل عبد مخلوق له، والمعلم المرشد الصالح عيسى عبد مخلوق له، وما دام العقل البشرى موجوداً فلن يسيغ إلا هذا .. أما الفرار من التناقض الحتم إلى التلاعب بالألفاظ فلا جدوى منه .


وإذا كان خالق السماء هو هو المقتول على الصليب فمن كان يدير العالم بعدما قتل خالقه ؟ بل كيف يبقى العالم بعد أن ذهب موجده ؟ والعالم إنما يبقى لأنه يستمد وجوده لحظة بعد أخرى من الحى القيوم جل جلاله . إن القرآن الكريم ينصح أصحاب عقيدة التثليث فيقول لهم: “ يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيراً لكم، إنما الله إله واحد سبحانه أنى يكون له ولد، له ما فى السموات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلاً . لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون .. “ (النساء: 171، 172)
وإنه ليسرنا أن تكون عقيدة التوحيد محور العلاقة بين الناس جميعاً وبين الله الواحد الأحد، لكن من المضحك المبكى أن يحاول البعض التشبث بالثالوث وبألوهية كل فرد من أفراده ثم يزعم بطريقة ما أن الثلاثة هم فى الحقيقة واحد . قيل فى باب الفكاهة أن رجلاً جلس على قهوة ثم طلب “ ينسوناً “ وقبل أن يتناوله تركه وطلب بدله “ شاياً “ شربه ثم قام لينصرف .. فلما طولب بثمن الشاى الذى شربه قال: إنه بدل الينسون، فلما طولب بثمن الينسون قال: وهل شربته حتى أدفع ثمنه ؟! ويظهر أن هذا الاستدلال الفكاهى انتقل من ميدان المشروبات إلى ميدان العقائد، ليطمس الحقيقة ويسيغ المتناقضات ..
وقصة ثالثة تنشرها المجلة المعلقة بكلية الهندسة ـ جامعة القاهرة هى عجيبة العجائب نثبتها هنا ـ على طولها ـ بعد النقلين الموجزين السابقين !! عنوان القصة: “ أنت تعبان والله مرتاح .. “ !! والعنوان المذكور يحكى إجابة طريفة عن سبب الصلب . والسؤال التقليدى فى هذا الموضوع: لماذا قتل الإله الآب الإله الابن ؟! والجواب المعروف لدى إخواننا المسيحيين هو: الفداء لخطايا الخليقة . لكن الكاتب الذكى ـ تمشياً منه مع أن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد ـ جعل القصة تدور حول هذا السؤال: لماذا قتل الإله نفسه ؟ ولنذكر القصة برمتها: “ انتهت الحياة، وتزاحم الملايين من البشر فى واد كبير أمام عرش الله، وكانت المقدمة من جماعات تتكلم بامتثال شديد دون خوف أو خجل، ولكن بطريقة عدوانية، حتى تقدمت الصفوف فتاة تصرخ: كيف يستطيع الله أن يحاكمنى ؟! وماذا يعرف هو عن الآلام التى عانيتها ؟! .. “ قالت هذا وهى تكشف عن رقم على ذراعها مدموغ بالحرق فى أحد معسكرات التعذيب والإبادة النازية، ثم أردفت: لقد تحملت الضرب والتعذيب بل والقتل أيضاً .. “ وعلا صوت هادر من مجموعة أخرى قائلاً: وما رأيكم فى هذا .
وعلى أثر ذلك أزاح صاحب الصوت ـ وهو زنجى ـ ياقة قميصه كاشفاً عن أثر بشع لحبل حول عنقه وصاح من جديد: شنقت لا لسبب إلا أنى أسود .. لقد وضعنا كالحيوانات فى سفن العبيد، بعد انتزاعنا من وسط أحبائنا، واستعبدنا، حتى حررنا الموت .. “ وعلى امتداد البعد كنت ترى المئات من أمثال هذه المجموعات، كل منها له دعوى ضد الله: بسبب الشر والعذاب اللذين سمح بهما فى عالمه .
كم هو مرفه هذا الإله ! فهو يعيش فى السماء حيث كل شىء مغلف بالجمال والنور، لا بكاء ولا أنين، لا خوف ولا جوع ولا كراهية، فماذا يعرف هو عما أصاب الإنسان وتحمله مكرهاً فى هذا العالم ؟ .. “ حقاً، إن الله يحيا حياة ناعمة هانئة لا تعرف الألم .. “ وهكذا خرج من كل مجموعة قائد، كل مؤهلاته أنه أكثر من قاسى وتألم فى الحياة، فكان منهم يهودى وزنجى وهندى ومنبوذ وطفل غير شرعى، وواحد من هيروشيما وآخر عبد من معسكرات المنفى والسخرة .. “ هؤلاء جميعاً اجتمعوا معاً يتشاورون، وبعد مدة كانوا على استعداد لرفع دعواهم، وكان جوهرها بسيطاً جداً، قبل أن يصبح الله أهلاً لمحاكمتهم، عليه أن يذوق ما ذاقوا !! .. “ وكان قرارهم الحكم على الله أن يعيش على الأرض كإنسان، ولأنه إله، وضعوا شروطاً تضمن أنه لن يستخدم قوته الإلهية ليساعد نفسه، وكانت شروطهم: “ ينبغى أن يولد فى شعب مستعمر ذليل .. “ ليكن مشكوكاً فى شرعية ميلاده، فلا يعرف له أب، وكأنه وليد سفاح .. “ ليكن صاحب قضية عادلة حقيقية، لكنها متطرفة جداً حتى تجلب عليه الكراهية والحقد والإدانة بل والطرد أيضاً من كل سلطاته الرئيسية التقليدية، ليحاول أن يصف للناس ما لم يره إنسان أو يسمع به، ولا لمسته يداه، ليحاول أن يعرف الإنسان بالله .. “ ليجعل أعز وأقرب أصدقائه يخونه ويخدعه، ويسلمه لمن يطلبونه، ليجعله يدان بتهم كاذبة، ويحاكم أمام محكمة متحيزة غير عادلة، ويحكم عليه قاض جبان .. “ ليذق ما معنى أن يكون وحيداً تماماً بلا رفيق فى وسط أهله، منبوذاً من كل أحبائه، كل الأحباء .. “ ليتعذب ليموت .. نعم يموت ميتة بشعة محتقرة مع أدنى اللصوص .. “ كان كل قائد يتلو الجزء الذى اقترحه فى هذه الشروط، وكانت همهمات الموافقة والاستحسان تعلو .. ولكن ما أن انتهى آخرهم من نطلق الحكم حتى ساد الوادى صمت رهيب وطويل، ولم يتكلم إنسان أو يتحرك .. “ فقد اكتشفوا جميعاً ـ فجأة ـ أن الله قد نفذ فيه هذا الحكم فعلاً .. لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً فى شبه الناس، وإذ وجد فى الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت .. موت الصليب .. “ .
ولنا بعد هذه المطالعة المفيدة عن سر “ الانتحار الإلهى “ أن نسأل: أ ـ هل كان العبيد الثائرون يعرفون أن الله عديم الإحساس بآلامهم المبرحة، فأحبوا أن يشعر شخصياً بمرارتها حتى يرق لحالهم، وبذلك حكموا بقتله ؟ ب ـ هل انقطعت هذه الآلام بعد الصلب أم بقيت تتجدد على اختلاف الزمان والمكان ؟ وبذلك لم تؤد قصة الصلب المنشود منها، فينبغى أن تكرر ؟ جـ ـ ما هى درجة السلطة التى يمتلكها هذا الإله فى العالم ؟ وهل هى من الهوان بحيث تسمح لثورة بيضاء أو حمراء أن تنفجر مطالبة بشنقه أو صلبه ؟ وهل يحمل هذا الإله مسئولية المآسى العالمية ؟! د ـ وإذا كان الصلب لفداء الخطايا، فهل هذا الفداء يتناول صانعى الشرور والآثام والمظالم أم يتجاوزهم ؟ أم هو لتصبر الضحايا على ما ينزل بها ؟ ونحن لا نريد إجابات على هذه الأسئلة، فعقيدتنا نحن المسلمين أن الله العظيم فوق هذه التصورات الهازلة .
إن هذا الكلام الذى قرأنا من أسوأ وأغرب ما وصف به الله، وما كنا نحن نتصور أن يصل الإسفاف فى الحديث عن الله جل جلاله إلى هذا الدرك المعيب، ولكن صاحب الفم الذهبى ـ لا فض فوه ـ يأبى إلا أن يستغل مهارته الصحافية فى تسطير هذا اللغو ونشره بين الطلاب المسلمين، لأنه يعتقد أن القرآن يقبل التعاليم المسيحية وأن التوحيد ينسجم مع التثليث .

وقد كتب فى رمضان الأسبق مقالاً فى مجلة الهلال يحاول فيه إثبات هذا الهراء، ويريد به أن يختل المسلمين عن توحيدهم وسلامة معتقدهم .

وكم نود أن نقول لهذا الكاتب ومن وراءه من الحاقدين على الإسلام : “ يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل “ (المائدة: 77) وأعود إلى ما بدأت به هذا الحديث: إن أتباع الأديان المختلفة يستطيعون أن يعيشوا أصدقاء، والوحدة القومية بين العرب المسلمين والنصارى موضح احترام الجميع .

لكن الانسياق مع التعصب الأمريكى ضد الإسلام يجب أن يختفى فوراً . إن كل محاولة لإهانة الإسلام وإحراج أهله لا يمكن أن تكون موضع احترام، والمال الأمريكى المبذول فى هذا السبيل يجب أن يذهب هدراً .

انتشار الدين الإسلامي في العالم

* * *




الحديث الشريف :



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيبلغ هذا الأمر – أي الإسلام - ما بلغ الليل والنهار)



شرح الحديث :



هذه معجزة نبوية مذهلة، يخبرنا من خلالها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن الانتشار السريع للإسلام، وأن هذا الدين سوف يغطي جميع أجزاء الكرة الأرضية، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال الإحصائيات الحديثة حول أعداد المسلمين في جميع دول العالم.



فقد بدأ الإسلام قبل 1400 سنة برجل واحد هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأصبح عدد المسلمين اليوم أكثر من ألف وأربع مئة مليون مسلم!! فما هو سرّ هذا الانتشار المذهل، وماذا تقول الإحصائيات العالمية عن أعداد المسلمين اليوم في العالم؟


حقائق علمية



يوجد اليوم أكثر من 4200 ديانة في العالم! وتدل الإحصائيات على أن الدين الإسلامي هو الأسرع انتشاراً بين جميع الأديان في العالم! ففي عام 1999 بلغ عدد المسلمين في العالم 1200 مليون مسلم. ولكن الإسلام ينتشر اليوم في جميع قارات العالم، فقد بلغ عدد المسلمين في عام 1997 في القارات الست: في آسيا 780 مليون، في أفريقيا 308 مليون، في أوروبا 32 مليون، في أمريكا 7 مليون، في أستراليا 385 ألف.
لقد كان عدد المسلمين في العالم عام 1900 أقل من نصف عدد المسيحيين، ولكن في عام 2025 سوف يصبح عدد المسلمين أكبر من عدد المسيحيين بسبب النمو الكبير للديانة الإسلامية. وهذه أعلى نسبة للنمو في العالم!


هنالك معجزة نبوية مذهلة تحدث من خلالها الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام وبين أن الإسلام سينتشر في جميع أجزاء الأرض. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيبلغ هذا الأمر – أي الإسلام - ما بلغ الليل والنهار). ومعنى ذلك أن كل منطقة من الأرض يصلها الليل والنهار سوف يبلغها الإسلام، وهذا ما حدث فعلاً لأن جميع الدول اليوم فيها مسلمون.



وإذا تذكرنا بأن هذا الحديث قد نطق به النبي الكريم في مرحلة ضعف المسلمين وقلة عددهم، في ظروف لم يكن أحد يتوقع أن الإسلام سينتشر في بقاع الأرض كافة ندرك عندها عظمة المعجزة. لقد جاء هذا الحديث الشريف ليواسي المؤمنين على ضعفهم وقلة عددهم، ولو أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن رسولاً من عند الله لما تجرّأ أن يخبر أصحابه بأن الإسلام سينتشر في كافة أنحاء الأرض، إذ كيف يضمن ذلك؟


وجه الإعجاز



ولذلك يمكن القول بأن هذا الحديث يمثل معجزة علمية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. لأنه لا يمكن أن نتصور إنساناً يدعو لدين جديد ليس معه إلا القلة القليلة أن يقول مثل هذا الكلام إلا إذا كان واثقاً من أن هذا الدين سينتشر بل سيكون الأوسع انتشاراً، ولا يمكن لإنسان أن يحصل على مثل هذه الثقة إلا إذا كان متصلاً بوحي السماء، أي أنه رسول من عند الله تعالى.
وفي هذه الحقيقة رد على كل من يدعي أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يمكن لإنسان أن يتنبأ أن الإسلام سينتشر بهذا الشكل المذهل، ولكن الله تعالى هو من أخبره ليطمئنه بأن هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار.



ــــــــــــ



بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/

الألماس في الفضاء






اكتشف العلماء وجود كميات كبيرة من الألماس تزين السماء ولكن حبات الألماس هذه صغيرة جداً وغير مرئية بالنسبة لنا ... لنقرأ ونسبح الخالق عز وجل....



في مقالة بعنوان Diamonds in Space وجد العلماء أن الألماس موجود في الفضاء بكميات كبيرة جداً، وهو يتشكل على الأرض في درجات الحرارة والضغوط العالية. ولكنه يتشكل في الفضاء تحت ظروف مختلفة، حيث درجات الحرارة منخفضة جداً (240 درجة تحت الصفر) والضغط شبه معدوم! طبعاً الألماس ببساطة هو نفسه عنصر الفحم الذي نعرفه، ولكنه يختلف عن الفحم العادي أن ذراته تتوضع بطريقة خاصة لتمنحه الصلابة والبريق.


في هذه الصورة التخيلية نرى حبيبات الألماس الصغيرة جداً تسبح بالقرب من أحد النجوم. وسبحان الله حتى السماء لم يتركها الخالق تبارك وتعالى، فزينها بالنجوم وزينها بالألماس!! وهنا أتذكر قوله تعالى مخاطباً المشككين: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ق: 6]، ومعظم حبات الألماس توجد بالقرب من النجوم الحارة وكأنها تزينها.


وفي هذه الآية يتجلى معنى جديد لكلمة (وَزَيَّنَّاهَا) التي تعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه السماء، فكما أن الألماس هو زينة للنساء، كذلك هو زينة للسماء، والله أعلم!



ــــــــــــ



بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/
http://geology.com/nasa/diamonds-in-space.shtml

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

الإعجاز العلمي للأطفال : كروية الأرض



صورة للأرض وتظهر فيها بشكلها الكروي ويظهر الليل والنهار، يقول تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر: 5]. ونحن اليوم لا نشك في كروية الأرض لأننا نراها أمامنا بالصور الحقيقية.


الآية الكريمة:



يقول تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر: 5].



شرح الآية :



يتحدث ربنا تبارك وتعالى عن نعمه التي لا تعد ولا تُحصى، فيخبرنا عن خلقه للسموات والأرض، وأنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. وجاء في أضواء البيان للشنقيطي: والتكوير هو التدوير ومنه قيل كار العمامة وكورها، ولهذا يقال للأفلاك كروية الشكل.
ومن هنا يمكن أن نستنتج إشارة علمية مهمة وهي أن الشكل الذي يتحرك في الليل والنهار هو شكل كروي حيث يتداخل كل منهما بعضه في بعض.
الحقيقة العلمية :

لقد أصبحت حقيقة كروية الأرض من الحقائق اليقينية. وتدل على ذلك الصور الملتقطة من الفضاء الخارجي للأرض، ففي عام 1968 التقطت أول صورة للأرض بواسطة مركبة الفضاء أبولو، وبعد ذلك التقطت آلاف الصور للأرض، وجميعها أظهرت الأرض كرة تسبح في ظلام دامس.


وجه الإعجاز :


يتبين لنا من خلال هذه الآية الكريمة وتحديداً قوله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) وجود نظام كروي يسير عليه الليل والنهار ويتداخلان مع بعضهما، ولا يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية، وهو ما وجده العلماء بالصورة الحقيقية.



والسؤال: لو لم يكن محمداً رسولاً من عند الله تعالى فمن أين جاء بهذا التعبير (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) وكيف علم أن الأرض كروية، إن هذا من دلائل نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام.


ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/

روسيا: الإسلام سيصبح الدين السائد خلال 50 عاماً

قال سفير المبعوث الخاص بوزارة الخارجية بـ"روسيا"، وممثل رئيس العلاقات مع المنظمات الإسلامية للمؤتمرات "فينيامين بوبوف" - أنه خلال الخمسين عامًا القادمة سوف يصبح الإسلام هو الدين السائد بين الروس. ففي لقاء صحفي عُقد له في "موسكو" الأربعاء الماضي،
صرح "بوبوف" بأنة خلال الـ 20 عامًا المقبلة سوف يشكل أتباع الإسلام في "روسيا" أكثر من ثلث السكان، وبحلول نصف القرن سوف يفوق عدد المسلمين أتباع الديانات الأخرى، وذلك حسبما نشره موقع "الألوكة".قال المتحدث باسم وزارة الخارجية عن الأسباب المحتملة للنمو السريع للمجتمع الإسلامي في المستقبل : إن عدد الروس الآن بدأ في الانخفاض في المناطق التقليدية الإسلامية بـ"روسيا"، ويتزايد عدد المواليد هناك.هذا ويرى "بوبوف" هذه العملية لا مفر منها؛ حيث هروب السكان الأصليين إلى البلاد الأوروبية مشيرًا إلى أنه في أوروبا خلال جيلين أو ثلاثة أجيال فان الأوروبيين سيصبحون أقلية. وأشار أنه في غضون خمس إلى عشر سنوات القادمة سيكون عامًا من المواجهة بين سياسة العالم الإسلامي والعالم الغربي.

كنيسة مصرية تخدع المسلمين وتسرق آية قرآنية تزعم أنها كتابية


«هذا من فضل ربي».. تتصدر كنيسة سانت تريزا والمسلمون يعتبرونها نموذجاً للوحدة الوطنية
كتب شيماء البردينيمكانة خاصة تحظي بها كنيسة سانت تريزا بشبرا في قلوب المسلمين، الذين توافدوا عليها خلال الأيام الماضية، لمشاركة الأقباط الاحتفال بأعيادهم، إذ يتفاءلون بها، وهو ما أرجعه بعض سكان شبرا إلي العلاقة الخاصة التي أنشأتها الكنيسة مع المسلمين قبل المسيحيين،

فداخلها تتصدر الآية الكريمة «هذا من فضل ربي» أحد جدران صحنها، مما اعتبره البعض دليلاً علي الوحدة الوطنية، ودفعهم إلي زيارة الكنيسة والتبرك بها، وذلك رغم تأكيدات راعي الكنيسة أن الآية موجودة أصلاً في الكتاب المقدس ولا علاقة لها بما ورد في القرآن.
وأكد القمص مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة أن جزءاً كبيراً من القرآن موجود في الكتاب المقدس إما بنصه أو بمعناه، وأن الترجمات المختلفة للكتاب المقدس ساهمت في تكرار بعض المعاني وتواردها بين القرآن والأناجيل،

وقال: من المستحيل أن تضع كنيسة آية قرآنية في صحنها، لا لشيء سوي أن الكتاب المقدس كاف جداً بالنسبة للمسيحيين.. فلماذا نستعين بآيات من أديان أخري؟ وتصور المسلمون أن الآية القرآنية ليست هي السبب الوحيد لزيارتهم الكنيسة، فهم يقبلون علي زيارتها في الأعياد وغيرها والتبرك بها.
منقول عن صحيفة المصري اليوم

تعليق المشرف:
هل القمص مرقص عزيز، كاهن الكنيسة المعلقة، والمعروف بتعصبه المرضي ضد الإسلام، يغمز ويلمز في القرآن الكريم باجترار فرية قديمة مفادها أن كتاب الله مقتبس عن الأسفار السابقة وأن مصدره املاءات بحيرى الراهب أو ورقة بن نوفل وليس وحي السماء؟ ما معنى قوله “أن جزءاً كبيراً من القرآن موجود في الكتاب المقدس إما بنصه أو بمعناه”؟

أم أن القمص مرقص يكاد يعترف على استحياء أن من قاموا بترجمة أسفار كتابه “المقدس” إلى اللغة العربية هم من سرقوا الكثير من صيغ القرآن الكريم؟ لاحظ قول القمص”الترجمات المختلفة للكتاب المقدس ساهمت في تكرار بعض المعاني وتواردها بين القرآن والإناجيل”، هذا إذا اخذنا في الاعتبار أن أول ترجمة للكتاب “المقدس” في اللغة العربية لم تكتمل إلا بحلول القرن العاشر الميلادي أي بعد أربع قرون من ظهور الإسلام وتنزل القرآن، فمن الذي اقتبس ممن يا حضرة القمص؟
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ألم تكن الكنيسة التي وضعت هذه الآية على مدخلها تعلم أنها موجودة في قرآن المسلمين؟ ولماذا هذه الآية تحديداً إن كانت موجودة بكتب النصارى دون غيرها؟! هل هي حيلة من حيل التنصير المعتادة من أجل جرّ أقدام المسلمين لدخول الكنيسة وهو الدخول المحرم عليهم في الإسلام إلا من دعوة النصارى إلى الإسلام؟

لاحظ قول محرر التقرير الذي جاء فيه أن بعض عوام المسلمين من الجهلة صار يتبرك بهذه الكنيسة (!!) والعياذ بالله وأن منهم من يزورها في الأعياد ويشارك النصارى احتفالاتهم الكفرية، والعهدة على الرواي.

لا شك عندي أن من قام بكتابة هذه الآية القرآنية عامداً متعمداً على مدخل الكنيسة كان – غم كراهية رجال الكهنوت للقرآن الكريم- يقصد استمالة البسطاء من المسلمين وكسب تعاطفهم وجذبهم تدريجياً للدخول إلى الكنيسة لا أج لالتنصير فحسب ولكن من أجل تمييع الغيرة على كلمة التوحيد في نفوسهم فلا يعد المسلم يتمعر وجهه بسبب المجاملة وهوي يرى كل مظاهر الكفر والشرك في الكنيسة، فيصير هذا المسلم لا يحمل هما لدعوتهم إلى الخلاص منها إلى الإسلام والنجاة بأنفسهم من النار، وهذا هو الهدف الاستراتيجي الأول وهم يعلمون أن عوام المسلمين تحركهم العاطفة.

وقيام الكنيسة المصرية باستغلال آية قرآنية كريمة على مدخلها فوق الصليب كما نرى في الصورة أعلاه، فوق أنه تضليل مكشوف وخداع ممجوج ومرفوض، فهو جريمة بحق كتاب الله أولاً ثم هو محاولة تحريف لظاهر معنى الآية واخراجه عن سياقه القرآني الكريم إلى سياق كفري، وكأن الآية الكريمة تشهد للصليب، أو كأنها تزكية للكنيسة وما هي عليه من أباطيل وخزعبلات يسمونها “أسراراً مقدسة”!! هذه يا سادة محاولة تعدي مفضوحة على الوحي الخاتم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ويكاد المريب يقول خذوني، فلولا احساس قادة الكنيسة المصرية المتورطين بهذا الخداع المفضوح بحقيقة نواياهم لما تنصل كاهن الكنيسة المعلقة، القمص مقص عزيز من أصل هذه العبارة القرآني فنجده يحاول أن يقلب الحقائق كعادته فيكذب ويكذب حتى يكون هو وأتباعه أول ضحايا هذه الأكاذيب التي يجترها.

فقد صرّح القمص لصحيفة المصري اليوم بقوله بما نصه:
“من المستحيل أن تضع كنيسة آية قرآنية في صحنها، لا لشيء سوي أن الكتاب المقدس كاف جداً بالنسبة للمسيحيين.. فلماذا نستعين بآيات من أديان أخري؟”!! وهو بهذا ينفي نفياً قاطعاً أن تكون هذه العبارة على مدخل تلك الكنيسة من القرآن ويؤكد على أنها من كتابه “المقدس” الذي يقول عنه أنه “كاف جداً بالنسبة للمسيحيين”.

وأقول للقمص: الانكار يا مرقص عزيز ليس سيد الأدلة ولكن بيني وبينك كتاب الله ثم كتابك وأسفاره، تعال نفتش فيه عن هذا النص المنقوش على كنيستكم عسانا نجده فيها كما تزعم. ولقد فتشت بطول وعرض الكتاب “المقدس” فلم أجد فيه (هذا من فضل ربي)، هكذا كما جعلتوها على مدخل الكنيسة؟!

ولكني وجدت هذا النص في رسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي: الفصل: 3, الفقرة 8: [بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ]. وهذه هي الآية القرآنية كما جاءت على لسان سيدنا سليمان عليه السلام: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)} سورة النمل

وشتان ما بين الآيه القرآنيه التي تتكلم عن فضل الله وكرمه على نبي الله الكريم سليمان بشهادته، وبين ما العدد في كتاب القمص مرقص عزيز والذي يتكلم فيه بولس (بافتراض جدلاً أنه هو صاحب الرسالة) عن فضل المعرفة أي لتكون له منزله عاليه بسبب معرفة المسيح الذي يدعوه رباً وهي في اللسان العبراني والآرامي تأتي بمعني السيد والمعلم. انظر كيف يحذفون [..معرفة المسيح يسوع] ثم يجعلونها [فضل.. ربي] بعد اضافة [هذا من..] إليها ابتداء فتصير العبارة [هذا من فضل ربي]، وهي الآية القرآنية المعروفة التي لا نجد لها نظيراً بطول وعرض أسفار اليهود والنصارى!!

يعني شغل قص ولصق وتحريف وخداع وتضليل ومقاربة وسرقة أدبية مفضوحة على رؤوس الأشهاد ثم ينسبون هذا النص زوراً وبهتاناً إلى كتابهم “المقدس”!!

ثم كيف تجيز الكنيسة لنفسها الاستشهاد بآية قرآنية تحمل كلاماً على لسان نبي الله سليمان عليه السلام؟! وهو عند اليهود والنصارى ليس بنبي، بل لقد تكلموا فيه بكلام البهتان والأفك الشديد ورموه بالارتداد والكفر آخر حياته، قاتلهم الله وأخزاهمن حاشا نبي الله الكريم عليه السلام.
فقد جاء في يفر الْمُلُوكِ الأَوَّلُ الفصل:11:1 وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2 مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: ((لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ)). فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3 وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4 وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5 فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6 وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7 حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8 وَهَكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لِآلِهَتِهِنَّ. 9 فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10 وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: ((مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذَلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقاً وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ.
وهو الكذب الذي يرده القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا..} إلى آخر الآية الكريمة بسورة البقرة
ويثني عليه القرآن الكريم إذ يقول تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)} سورة ص

وخلاصة القول : أطالب الكنيسة المصرية بإزالة هذه العبارة القرآنية من على مدخل هذه الكنيسة لأنه خداع وتضليل وتزوير وكذب وافتراء وتفاخر بنص ليس موجود في كتابهم اصلاً ولكي يكون درساً للقمص مرقص عزيز ومن هم على شاكلته حتى لا يتباهي وينتفش كالطاووس وبيته أوهى من بيوت العنكبوت وهو ليس على شيء مما يدعي ويقول والله غالب على أمره وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أوكسجين الطفل المسلم



كتبه / عمر إبراهيم


طفلك كسول .. أليس كذلك ..؟!


لا يستيقظ مبكرًا .. ينام كثيرًا .. يأكل كثيرًا .. أليس الأمر كذلك ضعيف التركيز .. شارد الذهن .. ذاكرته ضعيفة ..
أليست هذه هي شكواك ؟


أليست هذه هي همومك نحو طفلك؟!


أخي المربي..
لقد نسيت شيئًا هامًا وأنت تربي طفلك .. وهو أوكسجين الحياة بالنسبة له..
أوكسجين الحياة .. الذي هو محبب إلى نفسه .. ويؤديه بشغف وحب.
أوكسجين الحياة .. الذي يدخل السرور إلى قلبه ويملأه سعادة ونشاطًا.
أوكسجين الحياة .. الذي هو فطرة فطره الله عليها يميل هو إليها في جري وقفز وصعود وهبوط وحركة تنقل ولعب ونشاطًا.
أوكسجين الحياة .. الذي يقود طفلك إلى أحضان الطبيعة حيث الشمس والهواء المطلق.

أخي المربي .. أظنك عرفت هذا الأوكسجين .. إنه التربية الرياضية!!


هات يدك أخي المربي واستمع إلى هذه الإحصائيات أثبتت الإحصائيات الرياضية الألمانية أن التمرينات الرياضية تزيد قوى عضلات الفتيات بين 14 ـ 16 سنة من العمر 2%! , وتنمي القلب والرئتين100% , كما تتحسن وظائف بقية أجهزة البدن الداخلية والخارجية
وقد دلت فحوص طبية كثيرة على أن قدرة امتلاء الرئة بالهواء عند الرياضيين أقوى منها بكثير عند غير الرياضيين، ومثل هذا ينطبق على بقية الأعضاء وتبادل المواد الدورة الدموية والقلب والهضم
الأوكسجين .. يبعث في الجسد والعقل والروح .. النشاط والحيوية فللتربية الرياضية أثر إيجابي في تقوية عزيمة الفرد وتركيزه العقلي أثناء لعبه وممارسته لهواياته الرياضية وتحفيزه وتهيئته لعناصر المفاجأة والاستعداد لها، وغرس روح الفريق لديه بما ينمي ميله الفطري للانتماء الاجتماعي، وتعويده على الطاعة والالتزام الذاتي، وهو ما يؤديه ارتباط النمو الجسمي بالنمو العقلي والنفسي والاجتماعي والخلقي، مما يؤدي إلى تكامل الشخصية الإنسانية بمختلف جوانبها.


أخي المربي:


لماذا تدفن طفلك في سرير الكسل وغرفة النوم والرياضة هي السبيل الوحيد لنمو طفلك عقليًا وجسديًا وروحيًا واجتماعيًا، لتتكون شخصيته بعد ذلك شخصية متزنة متكاملة يشار إليها بالبنان.


السنة النبوية تحض على الرياضة بكافة أنواعها:


وذلك واضح من نصوص السنة النبوية المطهرة "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" وكذلك حثت السنة النبوية على رياضة المشي إلى المساجد وعبادة الحج كذلك فيها إشارة إلى رياضة المشي والهجرة دليل على ذلك أيضًا، عن أنس قال: كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى القصواء وكانت لا تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا سبقت القصواء! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه حقًا على الله أن لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه" البخاري.


وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتخلون: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ارموا بني إسماعيل فإنه أباكم كان راميًا" وفي الحديث أيضًا ما يحث على ركوب الخيل ما رواه البخاري عن عروة بن الجعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" وروي مسلم عن عقبة بن عامر يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا أن القوة الرمي، ألا أن القوة الرمي، ألا أن القوة الرمي" , وروى مسلم أيضًا عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستنفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه".


علم طفلك اللهو المفيد , علمه أن يلهو بأسهمه..


ولا تتعذر بضيق الوقت أو قلة المال .. فأقل رياضة ممكنة أن تؤد بها مع طفلك هي المشي وهي تؤدي بأقل وقت وحال وجهد وإليك بعض الألعاب المقترحة لطفلك:
1ـ كرة القدم. 6ـ كرة اليد.
2ـ المشي والسباق. 7ـ كرة الطائرة.
3ـ السباحة. 8ـ المصارعة مع التركيز على عدم الضرب في الوجه.
4ـ السلة
5ـ الخيل.


ولكن هناك ملحوظتين أخيرتين لك يا أخي المربي:


1ـ الملحوظة الأولى: قدم الجهد تجد النجاح


ونعني بهذه الملحوظة أن طفلك بحاجة إلى اهتمام شديد منك حتى ينجح في لعبته الرياضية ويمكن أن نذكر لك بعض هذه الأمور الواجب عليك الاهتمام بها:


1ـ التركيز مع الطفل في لعبة واحدة حتى لا يتشتت جهده وتقل الفائدة.
2ـ متابعة الطفل بالذهاب إلى النادي والسؤال عليه وتشجيعه باستمرار، فنظرتك إليه بإعجاب تدفعه أكثر إلى الأمام.
3ـ الاهتمام بجانب التغذية.
4ـ الاهتمام بتنظيم وقته حتى يستطيع أن يريح جسده الوقت الكافي.
5ـ الاهتمام بالعلاج في حالة إصابة الطفل بأي مرض.
6ـ علم طفلك أن الرياضة وسيلة ليست غاية في حد ذاتها حتى لا تصير حياته كلها رياضة ويهمل واجباته وصلاته.

الملحوظة الثانية: لا تجعله كالمنبت


ونعني بهذه الملحوظة الآباء الذين يعرفون أبنائهم بالأنشطة والمواعيد الرياضية، فلا يتسنى لهم الراحة والترويح فيصير الواحد من هؤلاء كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهر أبقى


وإليك مثالاً من أرض الواقع


ماجد طفل في الصف الأول المتوسط يستيقظ من النوم الساعة الخامسة صباحًا يذهب إلى النادي ليجري تمريناته الخاصة بالسباحة .. بعد ذلك يذهب إلى المدرسة ليواصل دراسته، يعود من المدرسة الساعة الرابعة .. يرتاح ساعة يأكل فيها ويشاهد فيها برامج التلفاز ثم يحين بعدها موعد النادي مرة أخرى ليكمل تمرين السباحة الساعة السادسة لأنه واحد من فريق السباحة ولا بد أن يتدرب جيدًا يعود من النادي الساعة التاسعة أو العاشرة في بعض الأحيان يجلس بعدها يراجع واجباته المدرسية ثم ينام ليعاود الاستيقاظ مرة أخرى الساعة الخامسة ناهيك عن درس الفرنساوي الذي يأخذه ماجد مرة في الأسبوع إضافة إلى درس الرياضيات كذلك...


النتيجة الحتمية .. أن أصبح ماجد مشتت الذهن ضعيف التركيز لا ينجز الأشياء .. بإتقان لأن شمله تفرق بين كل هذا وذاك , وأصيب بالتعب والإرهاق الجسدي الذي أثر بالسلب على صحته، جميل أن يهتم الآباء بملء فراغ أبنائهم حتى لا يتسرب الشيطان إلى حياتهم ولكن لا يكون هذا على حساب صحتهم الجسدية لأن أجسادهم هذه أمانة في أيدينا إن نحن غذيناها في الصغر كانت قوية عند الكبر وإن أهملناها في الصغر جنينا بعد ذلك في الكبر مساوئ الأمراض والعلل، فلا بد أن يحرص الآباء على الاهتمام بنمو الطفل نموًا صحيحًا دون أن يعيق نموه أي معوق.


والتعب والإرهاق من أهم العوامل المؤثرة على البناء الجسماني للطفل فهما مضمران للنمو الجسمي في كل مراحل العمر "ومن الخصائص الطبيعية للنمو الجسمي أن يصيبه التعب ويكتنفه الإرهاق عقب بذل المجهود المتواصل والمكثف، ويحدث التعب دائمًا نتيجة للاضطراب في عملية تبادل المواد داخل الجسم بأجهزته المختلفة إذ ينشأ نقص في المواد المولدة للطاقة والحركة بينما يكثر تعدم المواد المصروفة في العهد والنشاط والعمل..


ويمكن تقسيم التعب إلى ثلاثة أنواع رئيسية:


أولهما: التعب الجزئي: وهو الذي يحصل في عضو واحد أو مجموعة أعضاء تشترك في أداء نشاط ما أو القيام بعمل ما.


ثانيهما: تعب عام: يشمل الجسد كله نتيجة للمواد المهدمة.


ثالثهما: التعب الزائد: وهو الذي يصاحبه الإرهاق الشديد وبعض حالات العجز عن أداء أي جهد وهو نوع يهدد بالمرض.
ولذلك كان من الضروري للحصول على قسط كاف من الاستجمام والراحة لإزالة التعب والإرهاق وتجدد النشاط والقدرة على العمل وتقوية طاقات الحركة وكان من الضروري أيضًا مراعاة حدود المقدرة والطاقة الجسمية للإنسان عند تكليفه بأي مهام أو أعمال وأخذ ذلك في الحسبان في مختلف مراحل نموه، سواء أكان طفلاً أم شابًا أم رجلاً حتى لا نشق عليه ونحمله فوق ما يحتمل ونلحق به الضرر من حيث نريد له المنفعة.


السنة النبوية تعتمد أسلوب الرفق وتهدم أسلوب العنف:


فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه) [رواه مسلم].


وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل) [رواه مسلم]، فمن هذه المنطلق التربوي، علينا أن نرفق بأبنائنا ونحرص على عدم تحميلهم ما لا يطيقون لأن هذا هو الصواب بحساب العقل والنقل.


المصادر:
أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية د. عبد الحميد السعيد الزنتاني
اللمسة الإنسانية محمد محمد بدري
أحسن مربي في العالم محمد سعيد مرسي


يومك يومك للشيخ / عائض القرني


للشيخ / عائض القرني

إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب ستعيش ، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره ، ولا الغد الذي لم يات إلى الان . اليوم الذي أظلتك شمسه ، وأدركك نهاره هو يومك فحسب ، عمرك يوم واحد ، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك ، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر واطلاعا بتأمل ، وذكرا بحضور ، واتزانا في الأمور ، وحسنا في خلق ، ورضا بالمقسوم ، واهتماما بالمظهر ، واعتناء بالجسم ، ونفعا للاخرين.

لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ، ومن ثوانيه شهور ، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتهيا للرحيل ، تعيش هذا اليوم فرحا وسرورا ، وأمنا وسكينة ، ترضى فيه برزقك ، بزوجتك ، بأطفالك بوظيفتك ، ببيتك ، بعلمك ، بمستواك { فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين } تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ، ولا سخط ولا حقد ، ولا حسد. إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضا على مكتبك تقول العبارة : (يومك يومك). إذا أكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ، أو خبز غد الغائب المنتظر.

إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم ، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غدا الاسن الحار.
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية : لن أعيش إلى هذا اليوم. حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية مواهبك ، وتزكية عملك ، فتقول : لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق هجرا أو فحشا ، أو سبا ، أو غيبة ، لليوم فقط سوف أرتب بيتي ومكتبتي ، فلا ارتباك ولا بعثرة ، وإنما نظام ورتابة. لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي ، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي ، والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي.

لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي ، وتأدية صلاتي على أكمل وجه ، والتزود بالنوافل ، وتعاهد مصحفي ، والنظر في كتبي ، وحفظ فائدة ، ومطالعة كتاب نافع.

لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الاخرين ، وأسدي الجميل إلى الغير ، أعود مريضا ، أشيع جنازة ، أدل حيران ، أطعم جائعا ، أفرج عن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع لضعيف ، أواسي منكوبا، اكرم عالما ، أرحم صغيرا ، أجل كبيرا.

لليوم فقط سأعيش فيا ماض ذهب وانتهى اغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة ، لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الابدين.

ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن غدا لا شيء لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكورا.

يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

قليل من الخمر يؤدي إلى السرطان



رغم أنه ليس واضحاً كيف يمكن أن يزيد الكحول من مخاطر الإصابة بالسرطان، إلا أن هناك أدلة على أن تناول الكحول بكميات قليلة جداً قد يزيد مستويات الهرمونات الجنسية، والتي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان. ....

كثيراً ما كانت النساء في الغرب ينظرن إلى الخمر على أنه شيء مفيد يذهب الهموم ويساعد على السعادة، ولكن الأبحاث الجديدة جاءت على خلاف ذلك. وقبل أن نستعرض البحث الجديد نود أن نذكر بقول النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، وأن الخمر داء وليست دواء، وأن الله لعن شارب الخمر، فلا يقبل له صلاة أربعين يوماً... وأحاديث كثيرة تحذر من خطورة الخمر.

وسبحان الله يأتي العلماء بعد أربعة عشر قرناً ليطلقوا التحذير نفسه، أليس هذا يشهد على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام، إذاً تأملوا معي هذه الدراسة العلمية الجديدة. فقد حذر تقرير للمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، النساء في منتصف العمر واللواتي يعاقرن الخمر يومياً من خطورة الإصابة بالسرطان، إذ يصبحن أكثر عرضة للإصابة من اللواتي لا يتعاطين الخمر يومياً.

ورغم الاعتقاد بأن تعاطي الخمر بكميات قليلة يومياً يخفض الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية للنساء والرجال معاً، إلا أن الدراسة ترى أن مخاطر تناول الكحول يومياً تزداد مع ازدياد الكميات المشروبة.

ففي دراسة واسعة شملت مليون وثلاث مئة ألف امرأة، وجد أن النساء في منتصف العمر واللواتي قلن إنهن شربن باعتدال لديهن مخاطر الإصابة بأمراض الكبد، والمستقيم، وسرطان الثدي، مقارنة بالنساء اللواتي شربن أقل من مشروبين أسبوعياً. وربطت الدراسة أيضا بين تعاطي الكحول وخطر الإصابة بسرطان الفم والبلعوم والمريء والحنجرة، ولكن فقط في حالة المزج بين الشرب والتدخين.

وبالمقارنة مع أولئك الذين يشربون مرتين في الأسبوع، ارتفعت مخاطر الإصابة بالسرطان مع تناول كأس إضافية يومياً، وكانت أعلى بالنسبة لأولئك الذين استهلكوا 15 كأساً أو أكثر في الأسبوع، من أولئك الذين تناولوا بين 7 إلى 14 مشروباً في الأسبوع.

صورة بالمجهر الإلكتروني لخلية ثدي سرطانية أثناء انقسامها، ويؤكد العلماء أن شرب الخمر يسرع عملية انقسام هذه الخلايا، بينما يؤكدون في دراسة أخرى أن شرب زيت الزيتون يبطئ انقسام هذه الخلايا الخطيرة، وسبحان الله! فقد حرم الخمر وسماها النبي أم الخبائث، وأحل زيت الزيتون، وسماها القرآن بالشجرة المباركة، فانظروا معي كيف تأتي الدراسات لتتفق مع ما جاء في القرآن قبل 1400 سنة، أليس هذا إعجازاً واضحاً؟

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة ناومي ألن من وحدة أمراض السرطان في جامعة أكسفورد إن خطر السرطان كان نفسه عند النساء اللواتي تناولن النبيذ أو أي أنواع أخرى.. وهذا يشير إلى أن تعاطي الكحول، وليس غيرها من المواد الأخرى في الخمر هو العامل الأهم في تحديد مخاطر الإصابة بالسرطان. فاحتمال الإصابة بسرطان الثدي عند اللواتي يتناولنه بكثرة معروف منذ زمن طويل ولكن كان هناك القليل من البحوث التي ربطت الكحول بالسرطان عند النساء.

والآن أحبتي في الله! لو تأملنا أقوال هؤلاء العلماء بحرفيتها نجد أنها تحذر من شرب القليل من الخمر، فهذه الباحثة تؤكد بشدة على أن القليل من الخمر يكفي لزيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي وتقول بالحرف:

"Even relatively low levels of drinking -- on the order of one alcoholic drink per day -- increase a woman's risk of developing cancer,"
وهذا يعني أنه حتى المعدلات القليلة من الخمر يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان عند النساء. ولذلك نهى النبي عن تناول الخمر ولو بكميات قليلة! وقد جاء في هذه الدراسة أن المرأة حتى ولو شربت 10 غرامات فقط، أي قطرات قليلة زاد عندها احتمال الإصابة بسرطان الثدي والكبد والمستقيم.

إن موضوع الخمر يشوش العلماء كثيراً، فتارة يجدون بعض المنافع في شرب النبيذ الأحمر، وغالباً ما يجدون المخاطر والأمراض جراء تناوله، ولكنهم ينصحون دائماً بعدم شرب الخمر كعلاج، لأنه قد يفيد القلب مؤقتاً، ولكنه يضرب الكبد والدماغ وأجزاء أخرى في الجسد، ولذلك يحذرون من تعاطي الخمور مهما كانت الكمية قليلة.

وهنا أود أن أتذكر آية عظيمة حددت لنا وجود بعض المنافع في الخمر، ولكن الضرر أكبر بكثير، يقول تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219]. فقد أوضحت هذه الآية وجود منافع في الخمر (منافع اقتصادية لصانعه، ومنافع قليلة جداً للقلب) ولكن الخطورة أكبر بكثير ولذلك قال تعالى: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)، وهذه الآية تشهد على صدق القرآن.

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم والذي بعثه الله ليشرح لنا القرآن ويطبقه تطبيقاً عملياً، حذر من الخمر ونهى عن شربه ولو بكميات قليلة، وهذا ما يحذر منه الباحثون اليوم، بما يتفق تماماً مع تحذير النبي صلى الله عليه وسلم.

ملاحظة
المعهد الفرنسي لمكافحة السرطان يؤكد أن تناول الكحول وخاصة الخمر ينبغي أن يتوقف, وتؤكد وزارة الصحة الفرنسية أن كأساً واحدة من الخمر يومياً تزيد فرص احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 168%. ويقول مدير معهد مكافحة السرطان دومينيك مارانشي إن شرب جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضراراً لا يمكن تصورها لصحة الإنسان، فلا يمكن لكمية من الخمر, مهما قلَّت, أن تفيد الإنسان في شيء.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها المسؤولون الفرنسيون من مخاطر الخمر, فقد أكدت صحيفة التايمز أن السلطات الطبية في كل أنحاء العالم ما فتئت تحث الناس على التوقف عن شرب الخمر حفاظاً على صحتهم. الصحيفة ذكرت أن تقرير وزارة الصحة اعتمد على مقارنة أجرتها بين مئات الدراسات الدولية واستنتجت وجود علاقة بين أنواع من السرطانات وبين الغذاء والشراب وأساليب الحياة. وأكد الموجز الذي أعدته الوزارة أن الكحول يسهل الإصابة بسرطانات الفم والحنجرة والمريء والقولون المستقيم والثدي.




ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com


SOURCES:
Catalin Marian, M.D., Ph.D., research instructor, oncology department, cancer genetics and epidemiology division, and Peter Shields, M.D., deputy director, Lombardi Comprehensive Cancer Center, Georgetown University, Washington, D.C.; presentations, April 13, 2008, annual meeting, American Association for Cancer Research, San Diego.
http://www.healthday.com/Article.asp?AID=624440
http://arabic.cnn.com/2009/scitech/2/25/Cancer.Alcohol/
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2009/02/24/AR2009022402361_2.html?hpid=topnews
معظم الصحف والمجلات العلمية العالمية تعرض هذا الخبر مثل جريدة التايمز وغيرها.

كم هي حجم مقلاتك؟

يروى أن صياداً كان السمك يعلق بصنارته بكثرة وكان موضع حسد بين زملائه الصيادين وذات يوم..
استشاطوا غضباً عندما لاحظوا أن الصياد المحظوظ يحتفظ بالسمكة الصغيرة ويرجع السمكة الكبيرة إلى البحر
عندها صرخوا فيه: ماذا تفعل؟
هل أنت مجنون؟
لماذا ترمي السمكات الكبيرة؟
عندها أجابهم الصياد : لأني أملك مقلاة صغيرة
*******
قد لانصدق هذه القصة لكن للأسف نحن نفعل
كل يوم ما فعله هذا الصياد
نحن نرمي بالأفكار الكبيرة والأحلام الرائعة والاحتمالات الممكنة لنجاحنا
خلف أظهرنا على أنها أكبر من عقولنا وإمكانيتنا –
كما هي مقلاة ذلك الصياد هذا الأمر لا ينطبق فقط على النجاح المادي
بل أعتقد أنه ينطبق على مناطق أكثر أهمية
نحن نستطيع أن نحب أكثر مما نتوقعأن نكون أسعد
مما نحن عليهأن نعيش حياتنا
بشكل أجمل وأكثر فاعلية مما نتخيل
*******
يذكرنا أحد الكتاب بذلك فيقول : أنت ما تؤمن به
لذا فكر بشكل أكبر
أحلم بشكل أكبر
توقع نتائج أكبر
وادع الله أن يعطيك أكثر
*******
نحن لدينا القدرة أن نعيش كما نشاء
والخطوة الأولى هي الحلملنا الحق أن نحلم بما نريد أن نكونه
وبما نريد أن ننجزه
الحلم الكبير سيضع أمامنا أهدافاً وهذه الخطوة الثانية
هدف يشغلنا صباح مساء لتحقيقه وانجازه ليس لنا عذر ..
هناك العشرات من المقعدين والضعفاء
حققوا نجاحات مذهلة هناك عاهة واحدة فقط
قد تمنعنا من النجاح والتفوق وتحويل التفاؤل إلى واقعهل تود معرفتها؟ ..
إنه الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف وانعدام القدرة
*******
ماذا سيحدث لو رميت بمقلاتك الصغيرة التي تقيس بها أحلامك واستبدلت بها واحدة أكبر؟
ماذا سيحدث لو قررت أن لا ترضى بالحصول على أقل مما تريده وتتمناه؟
ماذا سيحدث لو قررت أن حياتك يمكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر سعادة مما هي عليه الآن؟
ماذا سيحدث لو قررت أن تقترب من الله أكثر وتزداد به ثقة وأملا؟
ماذا سيحدث لو قررت أن تبدأ بذلك اليوم؟
ولا ننس حديث النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى
*******

فوائد تحريك الذراعين أثناء المشي


حتى تحريك الذراعين أثناء المشي له فوائد طبية لم يدركها الإنسان إلا حديثاً، وهذه دراسة حول هذا الموضوع....

في مقالة على موقع رويترز بعنوان: "لحركة الذراعين في المشي فوائد خفية" توصل باحثون أميركيون وهولنديون لتفسير محتمل لسبب أرجحة الناس لأذرعهم أثناء المشي، وهو أمر كان مدار تدقيق دائم وبخاصة أن الذراعين لا يلعبان أي دور في دفع الجسم إلى الأمام.

فقد ذكرت صحيفة دايلي تلغراف البريطانية أن الخبير في مجال الميكانيك البيولوجي "ستيف كولنز" من جامعة ديلفت في هولندا أعدَّ بالاشتراك مع مجموعة من العلماء بحثاً عن أسرار الأرجحة نشر في مجلة بروسيدنغز أوف ذي رويال سوسايتي بي البريطانية. وأوضح البحث أن لحركة الذراعين أثناء المشي فوائد خفية في غاية الأهمية.


فعلاوة على الحقيقة العملية القائلة بأن أرجحة الذراعين تسهل العمل الحركي الذي تقوم به الساقان، ترتفع قوة احتكاك الشخص الذي يمشي بالأرض بنسبة 63% إذا كان ذراعاه يتحركان.


ويؤكد هذا الباحث أنه على الرغم من السهولة التي تبدو عليها عملية تحرك الذراعين، إلا أن تأثيرها على استخدام الطاقة كبير جداً حيث تساعد هذه الحركة على ادخار الطاقة وبنسبة كبيرة لاسيما في عضلات الساقين، مما يعطي القدرة على المشي لفترة أطول.


جميع الحيوانات والحشرات تتعلم تحريك ذراعيها بالفطرة التي أودعها الله فيها، وهذه الحركة ضرورية جداً للدفاع عن النفس والسير وهي تمنح القوة للمخلوق وتمرن عضلاته وتفيد قلبه... فسبحان الذي هدى هذه المخلوقات وقال: (الذي أعطى كل شيء خلْقه ثم هدى).
سبحان الله...

إن المؤمن الذي يقرأ مثل هذه الدراسات لا يمكن أن يمر عليها دون أن يتذكر نعمة من نعم الخالق عز وجل! فالطفل ومنذ ولادته تراه يحرك ذراعيه، بل وهو جنين في بطن أمه نجده يحرك ذراعيه! وبعد أن يتعلم المشي نجده أثناء المشي يحرك ذراعيه لا شعورياً... من الذي علَّمه ذلك؟ وهل درس فوائد أرجحة الذراعين؟


بلا شك إن الله تعالى سخر للإنسان كل شيء في هذا الكون فقال: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. فلو مشى الإنسان دون تحريك ذراعيه لم يتوازن في مشيته وربما ينزلق لأن احتكاكه مع الأرض سيضعف كثيراً.

كذلك فإن تحريك الذراعين هو رياضة للعضلات، ولذلك نجد الأطباء يؤكدون أن المشي من أفضل الرياضات، وينصحون بها من أجل معالجة أمراض العظام والعمود الفقري واضطرابات القلب ولعلاج الوزن الزائد والسكري وغيره من الأمراض.
كل ذلك ألا يدعونا لنحمد الخالق عز وجل ونقدّر هذه النعم العظيمة؟ ولكن وعلى الرغم من هذه النعم التي لا تُحصى نجد الناس يكفرون بنعمة الله ويجحدون بآياته ولذلك قال تعالى: (وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34].
ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/
مصدر المعلومة: الجزيرة

ما معني حسبي الله ونعم الوكيل

سأل احد الإخوة

فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله

ما معني حسبي الله ونعم الوكيل

وهل هي دعوة ندعوا بها على من ظلمنى وجزاكم الله خير

فأجاب : فضيلة وجزاك الله خير

االْحَسْب : هو الكافي .

قال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ، أي : كافينا الله . وحَسْب

مأخوذ مِن الإحساب ، وهو الكفاية . اهـ
فالذي يقول : حسبنا الله ، يقول : إن الله كافينا

ويجب أن يعتقد معنى هذه الكلمة ، فيعتقد أن الله كَافِيه كل ما أهمّه
وقول : نِعْم الوكيل ، أي : نِعْم الْحَفِيظ .

ومعنى الكلمة : إن الله كافِينا ونِعْم الْحَفيظ .

وهي تُقال عند خوف أمْر ، أو عند وُقوع ظُلْم ،

فإن الْمُسْلِم يُسْلِم أمْره إلى الله ويُفوِّض أمْرَه إليه .

قال ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ،

وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) .
رواه البخاري .

فَمَن فَعَل ذلك كَفَاه الله .

قال القرطبي : قال علماؤنا : لَمَّا فَوَّضَوا أمُورهم إليه واعْتَمَدُوا بِقُلُوبِهم عليه أعطاهم مِن الجزاء أربعة مَعَانٍ :

النعمة ، والفضل ، وصرف السوء ، واتِّباع الرضا ،

فَرَضَّاهم عنه ورِضِي عنهم .

وتأمّل في حال إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لَمَّا أراد به قومه السوء ، فعزموا على إحراقه ، فقال تلك الكلمة لَمَّا بَقي وحيدا فريدا في ذلك الموقف .

قال تعالى : (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68)

قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)

وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70)

وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)

وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ) .

وقال عزّ وَجَلّ : (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)

فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ) .

تأمّل كيف كَفَاه الله حَـرّ النار ، وصَرَف عنه شَـرّ ألأشرار ، وجَعَل كيد الكائدين في تَبَاب وخَسَار .

والله تعالى أعلم .

هــل تريــد أن يصبــح وجهــــك كالقمـــر يــوم الحســــاب ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أكثرو من قول لاإله الا الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
ليس على أهل لا اله إلا الله وحشه في الموت ولا في القبور ولا في النشور كأني انظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم
يقولون الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن
رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
ليس من عبد يقول لا اله إلا الله مائة مره إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر
ولا يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد
رواه الطبراني عن أبى الدرداء رضي الله عنه
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذ كروا الله عز وجل فيها
((( فأكثروا من قول لا اله إلا الله )))
رواه الطبراني والبيهقي عن معاذ رضى الله عنه
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا

وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ133
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين 134َ

فكرة جميلة لقيام الليل


فى طريقه جميلة جداَ لقيام الليل
وطبعاَ دى من أعظم العبادات التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى ...
طيب : كيف نقوم الليل و يكتبنا الله من الذاكرين الله كثيراَ
والذاكرات وبأقل جهد و مشقه ...
أول حاجه نقوم قبل صلاة الفجر بساعة وهذه الساعة هي أفضل جزء من الليل
قال الله تعالي

الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار

سوره آل عمران: ١٧
نقسم هذه الساعة إلى أربع أقسام و هي :
أول ربع ساعة : لقراءة ما تيسر من القرآن الكريم
ثاني ربع ساعة : نصلي فيها ركعتين قيام الليل
ثم نوتر بثلاث ركعات ركعتين شفع وواحدة وتر
ثالث ربع ساعة : للدعاء .
ومش ننسى أن الله في هذا الوقت ينزل للسماء الدنيا يقول
( يا عبادي هل من داعي فأستجيب له ، هل من مستغفر لأغفر له ، هل من سائل فأعطيه )
رابع ربع ساعة : للاستغفار ، إلى أن يؤذن لصلاة الفجر
فتخيلوا معايا ساعة واحده بس جمعنا فيها كل العبادات التي تقربنا إلى الله تعالى
( القرآن .... الصلاة .... الدعاء.... الإستغفار )
فنشجع بعض من الليلة
، ونقوم بهذه الطريقة ونداوم عليها . .
لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول
) أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل (

ا





مرض الغرور لدى الشباب كيف يمكن القضاء عليه ؟!



إسلام تايم- وكالات 23/9/2009
من الأقوال المشهورة (تشخيص الداء نصف الدواء) وهكذا فإنك تخطيت الخطوات الأولى على طريق الخروج مما تشكو منها، ولكن تحتاج إلى مزيد من المعلومات والإرادة القوية المبنية على المعرفة بأن الطريق الذي أمامك قد يسلبك كل المنجزات التي حققتها.

فالغرور، آفة العلم والإيمان، وهل زلّ الشيطان إلّا لغروره، وهل هلك إبن نوح إلّا لغروره واعتصامه بغير الله، وهكذا لو طالعت حياة كل هالك لتجد أنّه صريع غروره.

وكم من عظيم وغني وقوي يخرّ صريعاً بأثر عضة بعوض صغيرة أو ميكروب لا يرى بالعين المجردة، وكم دارت الدنيا على أهلها فأصبحوا في ذلة من بعد عزة.

والغرور في أقل أضراره أنه سيجعل الإنسان مبتعداً عن جادة الاحتياط فيكون عرضة للخطأ والسقوط.
وعلاج الغرور، هو أن يعرف الإنسان، حقيقة الإنسان، وقد قال تعالى: (وخلق الإنسان ضعيفاً) (النساء/ 28).
(أوَلا يذكر الإنسان إنّا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً) (مريم/ 67).
وقال تعالى: (أو لم ير الإنسان إنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين) (يس/ 77).

الخطوة الثانية، هو أن يعرف الإنسان موقعه من الله تعالى، فهو مخلوقه وعبده وأمره بيده ولا نجاح وفلاح له إلّا بالركون إليه، كما قال تعالى: (والعصر إنَّ الإنسان لفي خسر إلّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) (والعصر). ومن ثم يعلم الإنسان أن (الناس سواسية كأسنان المشط) كما جاء في الحديث الشريف، و(إن أكرمكم عند الله أتقاكم) كما جاء في القرآن الكريم، فليس هناك فضل لإنسان على آخر إلّا بتقواه وجهاده وعلمه وعمله.

وأخيرا،ً فالإنسان العاقل يتعظ بالتجارب، والتجارب البشرية تثبت أن الإنسان المغرور يكون فريسة للمخاطر وعاقبته ليست جيدة.
وبحسب موقع عرب نت فإن الاعتزاز بالنفس والثقة بها والاستفادة من الطاقات في مجالها الصحيح لا يعني غروراً ولكن نسيان الله تعالى والتكبر وعدم التدبير وحساب العواقب... ذلك من مظاهر الغرور التي يجب تجنبها.

ومن أفضل العلاج قراءة القرآن الكريم فإن فيه (شفاء لما في الصدور) وهو يطلعك على حقيقة الحياة، وفيه (نبأ ما قبلكم وخبرُ ما بقدكم وحكم ما بينكم) كما ورد في الحديث المأثور

أما موضوع الادمان على الانترنيت، فإن (كل ما زاد عن حدّه انقلب إلى ضده)، والادمان عليه قد يصادر منجزاتك الدراسية ويؤثر على مستقبلك
فلابدّ أن تحدد له وقتاً محدداً كساعة أو ساعتين يومياً وقد كتبنا في باب الاستشارات تفصيلاً لذلك عليك الاطلاع عليه.

العمل الخيري في العهد النبوي



بقلم الدكتور القرضاوي
كثيرا ما تتوافر أفكار جيدة، ويُدعى إلى مبادئ خيِّرة، وتوضع قواعد حسنة، لإشاعة الخير وتثبيته في أنفس الأفراد والمجتمعات. ولكن هذه الأفكار والمبادئ والقواعد لا تجد سبيلها إلى التطبيق العملي في حياة الناس. فقد تحُول حوائل شتَّى من داخل نفوس الناس أو من خارجها دون تنفيذ ما دعا إليه دعاة الخير.
ولهذا قال الإمام الغزالي لابنه في رسالة (أيها الولد): إن النصيحة سهلة ولكن الصعب حقًّا هو قبولها!
وقد عاب الإسلام الذين يعلمون ولا يعملون بما يعلمون، والذين يأمرون الناس بالبرِّ وينسون أنفسهم، واعتبر علماء الإسلام: أن ثمرة العلم العمل به، وأن علما بلا عمل كشجر بلا ثمر.

ومن فضل الله تعالى على أمة الإسلام: أنّ أصول العمل الخيري فيها، التي اتَّضحت أُسسها، وبرزت خصائصها، وتجلَّت مظاهر الخير فيها مفصَّلة، وعُرفت مصادر تمويلها: لم تبقَ مجرَّد حبر على ورق، أو وصايا طيِّبة، تُحفظ ولا تنفَّذ، بل سعدت بالتطبيق منذ عصر النبوَّة فما بعده من العصور.

وفي الصحائف التالية نذكر نماذج عملية مما سجَّله التاريخ من عمل الخير، ليكون مدرسة يتعلَّم فيها المسلمون اللاحقون مما صنعه أسلافهم السابقون، ويتعلَّم منها غير المسلمين ما قدَّمه المسلمون في عصورهم من أعمال البرِّ، وأفعال الخير، والمواقف الإنسانية التي تشهد بأن الإنسان جدير بخلافة الله في الأرض.

نماذج من عهد النبوة


الرسول ينفق ولا يخشى الفاقة:


وروى ابن جرير، عن جابر رضي الله عنه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله فأعطاه، ثم أتاه آخر فسأله فوعده؛ فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، سُئلتَ فأعطيتَ، ثم سُئلتَ فأعطيتَ، ثم سُئلتَ فوعدتَ، ثم سُئلتَ فوعدتَ. فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهها؛ فقام عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه، فقال: أنفق يا رسول الله، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالا، فقال: "بذلك أُمرتُ"[1].

وروى البزَّار بإسناد حسن، والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال رضي الله عنه وعنده صُبَر (كومات) من تمر فقال : "ما هذا يا بلال؟". قال: أعدُّ ذلك (أي أدَّخره) لأضيافك. قال: "أما تخشى أن يكون له دخان في نار جهنم، أنفق يا بلال، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالا"[2].

وروى أبو يعلى، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أُهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر، فأطعم خادمه (التي تخدُمه) طائرا. فلما كان من الغد أتته به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد! فإن الله تعالى يأتي برزق كلِّ غد"[3]. وروى البزار، عن عبيد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال لي أبو ذر رضي الله عنه: يا ابن أخي، كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيده فقال لي: "يا أبا ذر، ما أحبُّ أن لي أُحدا ذهبا وفضة أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أَدَع منه قيراطا". قلتُ: يا رسول الله، قنطارا؟ قال: "يا أبا ذر، أذهبُ إلى الأقل وتذهب إلى الأكثر، أريد الآخرة وتريد الدنيا! قيراطا!". فأعادها عليَّ ثلاث مرات[4].

وروى الأئمة الستة، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أصاب عمر بخيبر أرضا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصبتُ أرضا لم أُصب مالا قط أنفس منه فكيف تأمرني به؟ قال: "إن شئتَ حبَّستَ أصلها، وتصدَّقتَ بها". فتصدَّق بها عمر رضي الله عنه: أنه لا يباع أصلها، ولا يوهب، ولا يورث، وتصدَّق بها في الفقراء والقربى والرقاب، وفي سبيل الله والضيف.


من سنَّ في الخير سنة حسنة:


روى مسلم والنسائي وغيرهما، عن جَرير رضي الله عنه قال: كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه قوم عُراة حُفاة مُجتابي النَّمار - أو العَبَاء - متقلدي السيوف، عامَّتهم من مُضَر بل كلُّهم من مُضَر؛ فتَمَعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لِمَا رأى بهم من الفاقة. فدخل ثم خرج فأمر بلالا رضي الله عنه فإذَّن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: "{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخر الآية {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1]، والآية التي في الحشر: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر:18]، تصدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره - حتى قال: - ولو بشقِّ تمرة".

قال: فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفُّه تعجِز عنها، بل قد عَجَزت. قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيتُ كومين من طعام وثياب، حتى رأيتُ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلَّل كأنه مُذهَبة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن سنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومَن سنَّ في الإسلام سُنَّة سيئة كان عليه وزرها ووزر مَن عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".


الأنصار يفتحون حدائقهم للمحتاجين:


وروى الحاكم وصحَّحه، عن جابر رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عمرو بن عوف يوم الأربعاء، فذكر الحديث إلى أن قال: "يا معشر الأنصار". قالوا: لبيك يا رسول الله. فقال: "كنتم في الجاهلية إذ لا تعبدون الله تحملون الكَلَّ، وتفعلون في أموالكم المعروف، وتفعلون إلى ابن السبيل، حتى إذا منَّ الله عليكم بالإسلام وبنبيِّه إذا أنتم تُحصِّنون أموالكم؟! وفيما يأكل ابن آدم أجر، وفيما يأكل السبع والطير أجر". قال: فرجع القوم فما منهم من أحد إلا هدم من حديقته ثلاثين بابا[5]. أي فتح بها ثغرات لمن يريد الدخول من أهل الحاجة.
وقد مرَّت بنا وقائع شتَّى، ونماذج باهرة، في عمل الخير، مثل تصدُّق أبي طلحة بحديقته بَيرُحَاء، فلا ضرورة لتكرارها.
إطعام أهل الصفة:
روى البيهقي في شُعب الإيمان، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه ثم ينصرف فيقول لأصحابه: "ليأخذ كلُّ رجل بقدر ما عنده". فيذهب الرجل بالرجل والرجلين والثلاثة، ويذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالباقين[6].

ورى أبو نُعيم في الحلية، عن محمد بن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قَسَم ناسا من أهل الصفة بين ناس من أصحابه، فكان الرجل يذهب بالرجل، والرجل يذهب بالرجلين، والرجل يذهب بالثلاثة، حتى ذكر عشرة؛ فكان سعد بن عُبادة رضي الله عنه يرجع كلَّ ليلة إلى أهله بثمانين منهم يعشيهم[7].

ــــــــــــــــــــ
*نقلا عن موقع الدكتور القرضاوي